فوائد من كتاب الرقة والبكاء
فوائد من كتاب الرقة والبكاء
قال الحكم بن نوح: « كنت مع ضيغم بعبادان، فزاره بشر بن منصور، فقال ضيغم: ويحك يا حكيم انظر لنا بعض أصحابنا ممن يقرأ، فإن بشرا يعجبه حسن الصوت، فانطلقت، فأتيتهم بإنسان فارسي حسن الصوت، فقالوا لي: لا تقل له يقرأ حتى يهدأ أهل الدير. فلما سكنت الرجل، وهدأ الناس، قالوا له: خذ الآن. فجعل والله الفارسي يقرأ، والقوم يبكون وينتحبون قال: ثم أخذ فجعل ينوح بالفارسية، فجعلوا والله يصرخون كما تصرخ الثكلى. قال: حتى استيقظ أهل الدير واجتمعوا. فأما بشر فغشي عليه تلك الليلة مرارا قال: وأما أبو مالك فجعل يقوم ويقعد، حتى ظننت أن عقله قد ذهب قال: فبتنا والله بليلة، أطيب ليلة، وألذ عيش فكان بشر يقول لي بعد: ويحك يا حكيم ما فعل الفارسي؟ ويحك يا حكيم يقتل الناس ذاك الفارسي هكذا عيانا بصوته ».