فوائد من كتاب المنثور
فوائد من كتاب المنثور
قال ابن الجوزى: يا واقفاَ في الصلاة بجسده والقلبُ غائب، أتدري بين يدي من أنت قائم؟ أتدري من اطلع عليك ما يصلح ما بذلتَه من التعبد مهراً للجنة فكيف ثَمَناً للمحبة؟ْ رأت فاْرة جَمَلاً فأعجبها، فَجَرَتْ بخطامه فتبعها، فلمّا وصل إلى باب بيتها وقف ونادى بلسان الحال: إمّا أن تتَخذي داراً تليقُ بمحبوبك أو محبوباَ يليقُ بداركْ خُذْ من هذا إشارة إما أن تُصَلِّي صلاةً تليقُ بمعبودك أو معبوداً يليقُ بصلاتك. يا مَنْ وافق القوم، ولو بعض يوم، لك في طريقهم ذوق، فأين الشوق؟ كنتَ تدّعي حُبَّنا وتؤثر الشوق منّا، فما هذا الصبرُ الذي عَن عَنّا؟ تعرفُ رياح الأسحار، وما تعرفُ المهبّ، ولكن دخل فصلُ برد الفتور ولم يحترز فأصابك ركام الغفلة. يا صاحبيّ أطيلا في مؤانستي... وناشداني بِخلاني وعُشاقي وحَدِّثا في حديث الخيف إنّ له... زوجاً لقلبي وتسهيلاً لأخلاقي ما ضَرَّريح الصبا لونا سَمَتْ حُرقي... واستنقذت مهجتي من أَسْرِ أشواقي داءٌ تقادم عندي من يعالجُهُ... وَحيَّةٌ لَدَغت قلبي من الراقي يمضي الزمانُ وآمالي مصَرَّمةٌ... مِمَّنْ أُحِبُ على مَطْلٍ وإملاقِ واضيعة العمر لا الماضي انتفعتُ به... ولاحَصَلْتُ على شيءٍ من الباقي