فوائد من كتاب المنثور
فوائد من كتاب المنثور
حجّت امرأةٌ من العبّاد وهي تمشي وتقول: أين بيت ربّي ! أين بيت ربي ! فيقولون: الآن ترينَهُ، فلمّا لاح البيتُ قالوا: هذا بيت ربك، فجعلتْ تَشتدّ وتقول: بيت ربّي، بيت ربّي، حتى وضت جبهتها عليه فما رُفِعتَ إلاّ ميتة. اشتقتُ يا سفن الفلاة فَبَلِّغي... وطربتُ يا حادي الرفاق فَغَنِّني إخواني ! أين من أضناهُ الشوقُ؟ أين من أكمده الحُرق؟ أين لَذَعك الوجد؟ أين تأسّف البُعْدُ؟ أتظنُ الوُرْقَ في الأيك تغنّي... إنّها تُضمر خزْناً مثل حزني لا أراك الله نجداً بعدها... أيّها الحادي بنا إن لم تُغَنِّ هل تباريني على فرط الجوى... في ديار الحُبِّ نشوى ذاتِ غُصْنِ هَبْ لها السبق ولكن زادنا... أننا نبكي عليها وتُغَنَي يا زمان الخيف هل من دعوة... يصح الدهر بها من بعد ضَنَ أرضينا بثنيّات اللوى... عن " زرود " يا لها صفقة غبن سَلْ أراك الجزع هل مرّت به... مُزْنَة تُروى ثراه غير جفني وأحاديث الغضا لوعلمت... إنّما تملك قلبي قبل أذني يا خليليِّ بنجدٍ عَرَّجا... وانزلا بالمنحنى إنْ كان يغني واندبا الأطلال قد كان بها... جيرةٌ قد أخلفوا بالبعد ظَنِّي ضاع قلبي وابلائي بعدهم... يا أصيحابي اسمعوا ما كان منّي طول ليلى ساهرٌ من بعدهم... ونهاريّ في بكاءٍ ثم حزن؟ ما أدري ما الذي أهاج قلب الحزين، اَه من طول تفكر وأنين: أهاجك من أرض العراق يروقُ... وأنتَ إلى أرض الحجاز مشوقُ تحنّ إلى لمجلى بروح شجيةِ... ومالكَ فيما تبتغيه طريقُ فلا أهل ليلى يرحمون متيّماّ... ومالكَ منهم في الديار صديقُ