فوائد من كتاب المنثور
فوائد من كتاب المنثور
قال ابن الجوزى: حجَ الحسن بن علي رضي الله عنهما خمساً وعشرين حجة ماشياً والنجائب تُقاد معهْ وحجَّ الإمام أحمد بن حنبل ماشيا مرتين (و على كل ضامرٍ) قد ضَمَّرها طول السفر صاروا صابرين على مشاق الطريق بين صعود ونزول ومضيق، (وعلى كل ضامرٍ يأتين من كلِّ فجّ عميق). فارق القومُ ديارهم وتركوا مرادهم وجعلوا ذكره زادهم باينوا الخلائق، وتجردوا عن العلائق، تركوا المحيط، وأقبلوا على الملك المحيط، وإنّما أمروا بالتجريد ليدخلوا زيَ الفقراء فَبُيِّنَ اَثرُ، (وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى). إخواني ! الحجُ حرفان حماء وجيم، فالحاء حلم المعبود، والجيم جرم العبيدْ تالله لقد جمعوا الخير الجمّ ليلة جمع، ونالوا المُنى إذ دخلوا في منى. ال المنى من حَلَ في وادي مِنى... غيري فإني ما بلغتُ مُرادي وبكيتُ من ألم الفراق وشقوتي... فبكى الحجيج بأسره والوادي رفعوا بأيديهم وضخوا بالبكا... وضَمَمْتُ من حُزني يدي لفؤادي