فوائد من كتاب التخويف من النار لابن رجب الحنبلى رحمه الله
فوائد من كتاب التخويف من النار لابن رجب الحنبلى رحمه الله
كان ابن عباس يقول: إن الجحيم سقر و فيها شجرة الزقوم فزعم أعداء الله أنه إذا خلا العدد الذي وجدوا في كتابهم أياما معدودة و إنما يعني بذلك السير الذي ينتهي إلى أصل الجحيم فقالوا: إذا خلا العدد انقضى الأجل فلا عذاب و تذهب جهنم و تهلك فذلك قوله: { لن تمسنا النار إلا أياما معدودة } يعنون بذلك الأجل فقال ابن عباس: لما اقتحموا من باب جهنم ساروا في العذاب حتى انتهوا إلى شجرة الزقوم آخر يوم من الأيام المعدودة و هي أربعون سنة فلما أكلوا من شجرة الزقوم و ملؤوا البطون آخر يوم من الأيام المعدودة قال لهم خزنة سقر: زعمتم أنكم لن تمسكم النار إلا أياما معدودة و قد خلا العدد و أنتم في الأبد فأخذ بهم في الصعود في جهنم يرهقون ففي هذه الرواية عن ابن عباس أن قعر جهنم و مسافة عمقها أربعون عاما و أن ذلك هو معنى ما في التوراة و لكن اليهود حرفوه فجعلوا مسافة مابين طرفيها و زعموا أنه إذا انقضت هذه المدة أن جهنم تخرب و تهلك فإن ذلك من كذبهم على الله و تحريفهم التوراة.