الجامع لعلوم الإمام أحمد - الأدب والزهد لخالد الرباط وآخرين ج 1
A
الجامع لعلوم الإمام أحمد - الأدب والزهد لخالد الرباط وآخرين ج 1
قال وهب رحمه الله :
قال الحواريون : يا عيسى، من أولياء اللَّه عز وجل الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ؟
قال عيسى بن مريم : الذين نظروا إلى باطن الدنيا حين نظر الناس إلى ظاهرها ، والذين نظروا إلى آجل الدنيا حين نظر الناس إلى عاجلها ، فأماتوا منها ما يخشون أن يميتهم ، وتركوا ما علموا أن سيتركهم ؛ فصار استكثارهم منها استقلالًا ، وذكرهم إياها فواتًا ، وفرحهم بما أصابوا منها حزنًا ؛ فما عارضهم من نائلها رفضوه ، وما عارضهم من رفعتها بغير الحق وضعوه ، وخلقت الدنيا عندهم، فليسوا يجددونها، وخربت بينهم فليسوا يعمرونها، وماتت في صدورهم فليسوا يحيونها ، يهدمونها فيبنون بها آخرتهم، ويبيعونها فيشترون بها ما يبقى لهم ، ورفضوها فكانوا فيها هم الفرحين ، ونظروا إلى أهلها صرعى قد خلت فيهم المثلات، وأحيوا ذكر الموت، وأماتوا ذكر الحياة ، يحبون اللَّه، ويحبون ذكره ، ويستضيئون بنوره ، ويضيئون به ، لهم خبر عجيب ، وعندهم الخبر العجيب ، بهم قام الكتاب ، وبه قاموا ، وبهم نطق الكتاب ، وبه نطقوا، وبهم علم الكتاب، وبه علموا، وليسوا يرون نائلًا مع ما نالوا ، ولا أمانًا دون ما يرجون ، ولا خوفًا دون ما يحذرون .
قال الحواريون : يا عيسى، من أولياء اللَّه عز وجل الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ؟
قال عيسى بن مريم : الذين نظروا إلى باطن الدنيا حين نظر الناس إلى ظاهرها ، والذين نظروا إلى آجل الدنيا حين نظر الناس إلى عاجلها ، فأماتوا منها ما يخشون أن يميتهم ، وتركوا ما علموا أن سيتركهم ؛ فصار استكثارهم منها استقلالًا ، وذكرهم إياها فواتًا ، وفرحهم بما أصابوا منها حزنًا ؛ فما عارضهم من نائلها رفضوه ، وما عارضهم من رفعتها بغير الحق وضعوه ، وخلقت الدنيا عندهم، فليسوا يجددونها، وخربت بينهم فليسوا يعمرونها، وماتت في صدورهم فليسوا يحيونها ، يهدمونها فيبنون بها آخرتهم، ويبيعونها فيشترون بها ما يبقى لهم ، ورفضوها فكانوا فيها هم الفرحين ، ونظروا إلى أهلها صرعى قد خلت فيهم المثلات، وأحيوا ذكر الموت، وأماتوا ذكر الحياة ، يحبون اللَّه، ويحبون ذكره ، ويستضيئون بنوره ، ويضيئون به ، لهم خبر عجيب ، وعندهم الخبر العجيب ، بهم قام الكتاب ، وبه قاموا ، وبهم نطق الكتاب ، وبه نطقوا، وبهم علم الكتاب، وبه علموا، وليسوا يرون نائلًا مع ما نالوا ، ولا أمانًا دون ما يرجون ، ولا خوفًا دون ما يحذرون .

