المسائل المشكلة في الحج
المسائل المشكلة في الحج
هل يجوز تقديم السعي على الطواف يوم النحر؛ استدلالاً بحديث: (افعل ولا حرج)، ورواية: " سعيت قبل أن أطوف " ؟
نعم في حديث أسامة بن شريك قال: " سعيت قبل أن أطوف "، قال: (افعل ولا حرج)، والحديث تكلم فيه بعض أهل العلم؛ لكن المرجح ثبوته، والقاعدة العامة تؤيده ويندرج فيها: ما سُئل عن شيء في ذلك اليوم قُدِّم ولا أُخِّر، إلا قال: (افعل ولا حرج)، فيجوز تقديم السعي على الطواف في هذا اليوم، لكن إذا كان طوافه للإفاضة في غير هذا اليوم، فأراد أن يقدم السعي، لا سيما إذا احتاج إلى تأخير الطواف؛ ليكتفي به عن طواف الوداع، بعض الناس يؤخر طواف الإفاضة؛ من أجل أن يكتفي به عن طواف الوداع، ويكون آخر عهده حينئذ بالبيت، فيقول: أقدم السعي، أولاً إن فعله ليس من أفعال يوم النحر، إنما هو مما يفعله بعد ذلك؛ فلا يتجه القول بجوازه، لا سيما وأن جماهير أهل العلم يرَوْن أن السعي لا يصح إلا بعد طواف، يشترط لصحة السعي أن يقع بعد طواف، ولو مسنونًا، وعلى هذا ماذا يصنع مَن أخَّر الطواف والسعي، ووجد الحرج والمشقة في إعادة الطواف؟ أنا عندي أنه يطوف ثم يسعى وينصرف، أسهل من كونه يقدم السعي على الطواف، يطوف ثم يسعى فإن وجد فسحة لطواف الوداع، وإلا فيكفيه لقرب العهد، لا سيما وأن عائشة - رضي الله عنها - لما أعمرها أخوها عبدالرحمن من التنعيم، طافت ثم سعت، ولم يذكر أنها طافت للوداع.
لكن قد يقول قائل: إن عائشة، هذه عمرة، والعمرة لا يلزم لها طواف وداع؟ نقول: لقرب العهد، ولوجود المشقة؛ يُكتفى بمثل هذا - إن شاء الله تعالى - من غير تقديم للسعي.