روائع الحكمة والموعظة
أذهلني يوما قوله تعالى : { وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا * الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ } فقلت : يا لطيف! علمت أن قلوب أوليائك الذين تتراءى لهم تلك الأهوال لا تتمالك؛ فلطفت بهم فأضفت "الملك" إلى أعم اسم في الرحمة فقلت :{الرحمن} ! ولو كان بدله اسما آخر كالعزيز والجبار؛ لتفطرت القلوب. [الزركشي]
يقول ابن رجب : وإنما أمر بسؤال العفو في ليلة القدر : "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني" بعد الاجتهاد في الأعمال فيها وفي ليالي العشر؛ لأن العارفين يجتهدون في الأعمال، ثم لا يرون لأنفسهم عملا صالحا ولا حالا ولا مقالا، فيرجعون إلى سؤال العفو كحال المذنب المقصر، كما قال تعالى : { وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} فمن استمع للقرآن وأنصت، فإنما يستمطر رحمة الله، فلا تستطل -أيها المؤمن- في هذه الليالي طول الصلاة، بل أرع سمعك لخطاب ربك، وأنصت له، فإنما تستكثر من رحمة الله. [د.عبدالمحسن المطيري]
قال سليمان عليه السلام : { رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي } [ص:35] فبدأ بطلب المغفرة قبل طلب الملك العظيم؛ وذلك لأن زوال أثر الذنوب هو الذي يحصل به المقصود، فالذنوب تتراكم على القلب، وتمنعه كثيرا من المصالح، فعلى المؤمن أن يسأل ربه التخلص من هذه الذنوب قبل أن يسأل ما يريد. [ابن عثيمين]
كما أن السماوات والأرض لو كان فيهما آلهة غيره سبحانه لفسدتا، كما قال تعالى: { لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا } [الأنبياء:22] فكذلك القلب إذا كان فيه معبود غير الله تعالى فسد فسادا لا يرجى صلاحه؛ إلا بأن يخرج ذلك المعبود منه، ويكون الله تعالى وحده إلهه ومعبوده الذي يحبه ويرجوه ويخافه، ويتوكل عليه وينيب إليه. [ابن القيم]
أنزل القرآن ليكون هدى، ولذلك ذكرت الهداية في " الفاتحة " وفي أول سورة البقرة { هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ }، وتلاوة القرآن إذا خلت من هذا المعنى فقدت أعظم مقاصدها، فعلى التالي للقرآن أن يستحضر قصد الاهتداء بكتاب الله والاستضاءة بنوره، والاستشفاء من أدوائه بكلام ربه، ولا يقتصر على مجرد تلاوة الحروف: { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ } [البقرة:185]. [د. محمد الخضيري]
أيها القلب الحزين : إياك أن تنسى العلي القدير، كن مثل كليم الرحمن؛ خرج خائفا، سافر راجلا، اخضر جوعا، فنادى منكسرا { رَبِّ } فحذف ياء النداء {إِنِّي } لتأكيد المسكنة ولم يقل : أنا، { لِمَا } لأي شيء { أَنزَلْتَ إِلَيَّ } بصيغة الماضي لشدة يقينه بالإجابة فكأنما تحققت، { مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ } [القصص:24] ، فكان جزاء هذا الانكسار التام: أهلا ومالا، ونبوة وحفظا. [د. عصام العويد]
{واعف عنا واغفر لنا وارحمنا} في الحديث القدسي أن الله تعالى قال: (قد فعلت). وانظر إلى ترتبها: فالعفو طلب إسقاط العقوبة، ثم تدرج منه إلى المغفرة، وهي طلب الستر (وقد تسقط العقوبة ولا يستر الذنب)، ثم تدرج منه إلى الرحمة، وهي كلمة جامعة لأنواع من الخير والإحسان، فالحمد لله الذي لا أعظم من رحمته.
من فوائد قصة موسى مع الخضر: أن من ليس له صبر على صحبة العالم والعلم، فإنه يفوته بحسب عدم صبره كثير من العلم، ومن استعمل الصبر ولازمه، أدرك به كل أمر سعى فيه [ابن سعدي]
بحثت كثيرًا عن السعادة فوجدتها تكمن في الإيمان والعمل الصالح،قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً}[النحل:97], ووجدت الذنوب هي سبب الشقاء في الدنيا والآخرة، قال تعالى:{وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى [طه:124]
{قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي }[سبا:50] الخير كله من عند الله، وفيما أنزله الله عز وجل من الوحي والحق المبين فيه الهدى والبيان والرشاد، ومَنْ ضل فإنما يضل من تلقاء نفسه.[تفسير ابن كثير] وهذا يدلنا على أن طريق الهداية للعبد إنما يكون باتباع العبد للوحي من قرآن وسنة, وأن أي مخالفة إنما تكون سببا في زيغ العبد وانحرافه عن طريق الهداية
{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ } ويشبه أن يكون تحت هذا الخطاب نوع من العتاب لطيف عجيب ! وهو أني عاديت إبليس إذ لم يسجد لأبيكم آدم مع ملائكتي، فكانت معاداته لأجلكم، ثم كان عاقبة هذه المعاداة أن عقدتم بينكم وبينه عقد المصالحة ؟ [ ابن القيم ]
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} إنها الرحمة التي تسع كل معصية مهما كانت، إنها دعوة العصاة المبعدين في تيه الضلال إلى الأمل والثقة بعفو الله، فإذا ما تسلطت عليه لحظة يأس وقنوط، سمع هذا النداء الندي اللطيف، الذي يعلن أنه ليس بين المسرف على نفسه إلا الدخول في هذا الباب الذي ليس عليه بواب يمنع، ولا يحتاج من يلج فيه إلى استئذان. [في ظلال القرآن]
في آية الدين : {فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى} تأملها تجد عجبا : 1) المرأة أقدر على إقناع المرأة من الرجل، حيث لم يقل فيذكرها الرجل! 2) تحاشي ما يؤدي لمحادثة الرجل الأجنبي دون حاجة. 3) احتمال ورود النسيان على المرأة أكثر من الرجل. [أ.د. ناصر العمر]
قال مالك لتلميذه الشافعي أول ما لقيه : "إني أرى الله قد ألقى على قلبك نورا، فلا تطفئه بظلمة المعصية"، وهذا المعنى الذي نبه عليه الإمام مالك مأخوذ من قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا } [الأنفال:29]، يقول ابن القيم: "ومن الفرقان: النور الذي يفرق به العبد بين الحق والباطل، وكلما كان قلبه أقرب إلى الله كان فرقانه أتم، وبالله التوفيق". [إعلام الموقعين(258/4)]
فقد ضمن الله للمتقين أن يجعل لهم مخرجا مما يضيق على الناس، وأن يرزقهم من حيث لا يحتسبون، فإذا لم يحصل ذلك، دل على أن في التقوى خللا، فليستغفر الله، وليتب إليه". [ابن أبي العز الحنفي]
{هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ} فهل يستغني أحد عن اللباس؟ فكيف يستغني عن الزواج ويؤخره بلا سبب معتبر؟ اللباس يستر العورات، فلم يفضح البعض شريك عمره وقد خلق لستره؟ اللباس شعار ودثار، فكيف تصفو الحياة الزوجية من النفور والجفاء؟ اللباس من أجمل ما نتزين به، فمتى يكون الزوجان أحدهما جمالا للآخر؟ اللباس وقاية من البرد والحر، فهل كل منا يشعر بأنه وقاية وحماية وأمان لشريك حياته؟ فما أعظمه من كتاب! [أ.د. ناصر العمر]
{وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ} وفيه دليل على أنه ينبغي أن يكون غرض المتفقه في الدين : أن يستقيم ويقيم، لا الترفع على الناس والتبسط في البلاد. [البيضاوي]
{يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن} فإنه لم يخل هذا الكلام مع حسن الأدب مع أبيه، حيث لم يصرح فيه بأن العذاب لاحق له، ولكنه قال: {إِنِّي أَخَافُ} فذكر الخوف والمس، وذكر العذاب، ونكره ولم يصفه بأنه يقصد التهويل، بل قصد استعطافه؛ ولهذا ذكر الرحمن ولم يذكر المنتقم ولا الجبار. [الزركشي]
ثير من الناس يقرأ الأوراد ولا يجد لها أثرا؟ ولو تدبر قوله سبحانه : { وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا } لأدرك السر في ذلك .. حيث يذكر الله بلسانه مع غفلة قلبه، فهل ينتظر أثرا لذاكر هذه حاله؟! [أ.د. ناصر العمر]
{فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ} إخلاص وشهامة، وبعد عن حب الظهور، وترك لطلب المقابل، ومع ذلك جاءه الخير وهو في ظله: { إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا } [د. محمد الحمد]
{جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ } وفي التقييد بالصلاح قطع للأطماع الفارغة لمن يتمسك بمجرد حبل الأنساب. [ أبو السعود ]
{ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} وفي إخفاء الدعاء فوائد ، منها : 1/ أنه أعظم إيمانا؛ لأن صاحبه يعلم أن الله تعالى يسمع دعاءه الخفي. 2/ أنه أعظم في الأدب، ولهذا لا تسأل الملوك برفع الأصوات، ومن فعل ذلك مقتوه - ولله المثل الأعلى -. 3/ أنه أبلغ في التضرع والخشوع، فإن الخاشع الذليل إنما يسأل مسألة مسكين ذليل، قد انكسر قلبه، وذلت جوارحه، وخشع صوته، حتى إنه ليكاد تبلغ به ذلته ومسكنته إلى أن ينكسر لسانه فلا يطاوعه بالنطق. 4/ أنه أبلغ في الإخلاص، وفي جمع القلب على الله، فإن رفع الصوت يفرقه ويشتته. 5/ أنه دال على قرب صاحبه من الله، يسأله مسألة مناجاة للقريب، لا مسألة نداء البعيد للبعيد؛ ولهذا أثنى سبحانه على عبده زكريا بقوله : {إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيًّا} فلما استحضر قرب ربه، وأنه أقرب إليه من كل قريب، أخفى دعاءه ما أمكنه. [ابن تيمية]
{وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ}؟ إذا كانت ساعات الليل - في هذه الليالي - نحوا من 10 ساعات، فإن هذا يعني أن الساعة الواحدة تعادل أكثر من 8 سنوات، وأن الدقيقة الواحدة فقط تعادل نحوا من 50 يوما، فيا لطول حسرة المفرطين! ويا أسفى على المتخلفين عن ركب المشمرين!
{ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ } تأمل دلالة أداة الحصر، وتعقيب ذلك بأن الحكم عبادة، ووصفه بالدين القيم؛ لتدرك أي منكر عظيم، وجريمة كبرى يرتكبها من لم يحكم بما أنزل الله؟! [أ.د. ناصر العمر]
كان مطرف بن عبدالله إذا تليت عليه هذه الآية : { وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ } قال : فلو يعلم الناس قدر مغفرة الله ورحمته وتجاوز الله لقرت أعينهم، ولو يعلم الناس قدر عذاب الله، ونكال الله، وبأس الله، ما رقي لهم دمع، ولا انتفعوا بطعام ولا شراب.
{ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } [آل عمران:139] للعبد من العلو بحسب ما معه من الإيمان! [ابن القيم]
روي أن أم جميل امرأة أبي لهب باعت "عقدا" لها ثمنه 10000 درهم أنفقتها في الباطل، فكان الجزاء (حبل من مسد) في جيدها أي في نفس موضع العقد! فالذي يهدي نار السجائر للناس من حوله أما فكر لحظة في نوع الهدية التي يتلقاها فمه يوم القيامة؟! [د.عصام العويد]
{لولا أن مَنّ اللهُ علينا لخسف بنا}[القصص:82] وهم بالأمس يتضرعون : {يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم} [القصص:79] قف متأملا متدبراً: كم دعوة حزنت على عدم استجابة الله لك إياها؟ بل قد يسيء البعض بربه الظن، فيخالطه شك أو ريبة أو قنوط! وما علم المسكين أن خيرة الله خير من خيرته لنفسه، كما صرف الشر عن أصحاب قارون، ولكن {ولا يلقاها إلا الصابرون} [القصص:80] [أ.د. ناصر العمر]
{ مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا } [نوح:25] هذه الآية ومثيلاتها دالة دلالة صريحة على أن ما يصيبنا من كوارث إنما هو بسبب خطايانا. ومحاولة بعض الناس الهرب عن معاني مثل هذه الآيات والتشكيك فيها إنما هو مصادمة لصريح القرآن، وغفلة عن تدبر معانيه والانتفاع بها، وتطمين للمذنبين، وادعاء للكمال في النفس والمجتمع، وهو علامة على قسوة القلب { فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ } [الأنعام:43] [فهد العيبان]
قال مطرف بن عبد الله في قوله تعالى : {وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا} [الكهف:80] : "إنا لنعلم أنهما قد فرحا به يوم وُلِد، وحزنا عليه يوم قُتِل، ولو عاش لكان فيه هلاكهما، فليرضَ رجلٌ بما قسم الله له، فإن قضاء الله للمؤمن خير من قضائه لنفسه، وقضاء الله لك فيما تكره خير من قضائه لك فيما تحب" [الدر المنثور]
لن نتقدم مرة أخرى إلا إذا استعدنا ثقتنا بأنفسنا، ولن نصل إلى هذا الهدف بتدمير نظمنا الاجتماعية وتقليد حضارة أجنبية، أجنبية عن ديننا وليس عن محيطنا التاريخي والجغرافي فحسب، وقد بين الله لنا الطريق في كتابه المبين { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ } [الأحزاب:21] [د. صالح الحصين]
{ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ } أي الليل إذا دخل، ومن تأمل أنواع الشرور وجد أكثرها في الليل، وفيه انتشار الشياطين، وأهل الغفلة والبطالة، فحري بالمسلم اغتنامه بالعبادة، وتجنب السهر فيما لا ينفع، وخصوصا في الأسواق ونحوها. [ينظر : تتمة أضواء البيان]
{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ } [لقمان:6] قيل: نزلت في النضر بن الحارث، كان يشتري أخبار الأعاجم كـ ( رستم واسفنديار ) - بعض ملوك فارس - ويحدث بها قريشا ليستملحوا حديثه، ويتركوا استماع القرآن. [تفسير الطبري] ما أشبه الليلة بالبارحة، فالنضر بن الحارث استبدله بعضهم بدور تنشر كتبا وروايات تفسد الأخلاق والعقائد، وتزهد في نصوص الوحي!
{وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون} [هود:117] تأمل في الجملة الأخيرة (وأهلها مصلحون) ولم يقل: صالحون؛ لأن الصلاح الشخصي المنزوي بعيدا، لا يأسى لضعف الإيمان، ولا يبالي بهزيمة الخير، فكن صالحا مصلحا، وراشدا مرشدا.
إذا شعرت بالملل من جراء كثرة أمرك أهل بيتك بالصلاة، وإيقاظهم لها - خصوصا صلاة الفجر - فتذكر قوله تعالى : { وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا } [طه:132] ففي ذلك أعظم دافع للصبر والاحتساب، وطرد الملل، وتذكر عاجل الأجر ومآل الصبر بعد ذلك في الآية : { لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى } [د. محمد الحمد]
{ولمن خاف مقام ربه جنتان} [الرحمن:46] قال غير واحد من السلف : هو الرجل يهم بالمعصية، فيذكر الله فيدعها من خوفه. [الدر المنثور]
التسابق للحصول على أعلى الدرجات في الامتحانات، واستغلال الأوقات، وحفز الهمم لبلوغ أعلى المناصب والمراتب، لابد أن يدفعنا لتنافس أكبر لنيل درجات أعظم ثمرتها ليست شهادة على ورق، بل جنة عرضها السماوات والأرض، بل لا ينبغي أن تقف آمالنا إلا عند الفردوس الأعلى، تأمل { هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللّهِ } [آل عمران:163] [أ.د. إبتسام الجابري]
لم يرد في القرآن تحريم لحم حيوان باسمه إلا الخنزير، مع أنه لم يكن كثيرا بأرض العرب، أليس هذا غريبا؟ إن الغرابة تزول حين نعلم أن الخنزير اليوم من أكثر الأطعمة انتشارا في الأرض.. إنها عالمية القرآن.
إذا فتح الله لك باب رزق، فلا تعجبن بذكائك، أو تظن أنك رزقت بحذقك، بل تذكر أن ذلك من فضل الله عليك. تأمل : { فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ } [الجمعة:10] فإنما هو فضل الله ورزقه ! وكم من بليد رزق من حيث لا يحتسب ! وذكي جنى عليه ذكاؤه !.
{ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ } [الواقعة:77] وصف القرآن بأنه كريم، لأن الكلام إذا قرئ وتردد كثيرا يهون في الأعين والآذان؛ ولهذا من قال شيئا في مجلس الملوك لا يكرره ثانيا، وأما القرآن فلا يهون بكثرة التلاوة، بل يبقى أبد الدهر كالكلام الغض والحديث الطري. [ الرازي ] وفي مثل هذا قال بعض الشعراء : آياته كلما طال المدى جدد ** يزينهن جلال العتق والقدم.
رأيت الناس يذم بعضهم بعضا، ويغتاب بعضهم بعضا، فوجدت أصل ذلك من الحسد في المال والجاه والعلم، فتأملت في قوله تعالى : { نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } [الزخرف:32] فعلمت أن القسمة كانت من الله في الأزل، فما حسدت أحدا، ورضيت بقسمة الله تعالى. [حاتم الأصم]
اشتر نفسك اليوم؛ فإن السوق قائمة، والثمن موجود، والبضائع رخيصة، وسيأتي على تلك السوق والبضائع يوم لا تصل فيه إلى قليل، ولا كثير { ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ } [التغابن:9]، وذلك يوم { يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ } [الفرقان:27] [ابن القيم]
{ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } [آل عمران:191] تأمل كيف جاء الثناء عليهم بصيغة الفعل المضارع ( يتفكرون ) التي تدل على الاستمرار، فالتفكر ديدنهم، وليس أمرا عارضا. قال أبو الدرداء : فكرة ساعة خير من قيام ليلة! وكلام السلف في تعظيم عبادة التفكر كثير، فكم هو نصيبنا منها؟
الضلال يكون من غير قصد من الإنسان إليه، والغي كأنه شيء يكتسبه الإنسان ويريده، فنفى الله تعالى عن نبيه صلى الله عليه وسلم هذين الحالين، فلا هو ضل عن جهل، ولا غوى عن قصد، تأمل : { مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى } [النجم:2] [ابن عطية]
عن أبي الدرداء قال : ما من مؤمن إلا الموت خير له وما من كافر إلا الموت خير له، فمن لم يصدقني فإن الله يقول : { وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ } ويقول : { وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ } [الدر المنثور]
{ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ } [آل عمران:195] جاءت هذه الآية بعد أن دعوا ربهم بخمس دعوات عظيمات، قال الحسن: " ما زالوا يقولون ربنا ربنا حتى استجاب لهم". فكم يخسر المقصرون في عبادة الدعاء، والمتعجلون في رؤية ثمرته؟! وكم يربح ويسعد من فتح له باب الدعاء، ومناجاة مولاه الذي يحب الملحين في الدعاء! [ينظر: القرطبي]
{ رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ } [آل عمران:192] ليس الخزي أن تدعو، وتأمر بمعروف وتنهى عن منكر فلا يستجاب لك، أو ترد دعوتك، أو تهان أمام عشرة أو مائة، بل الخزي هو الغضب من أعظم عظيم، والعذاب الأليم، أمام جميع العالمين من الأولين والآخرين.
انظر إلى الهدهد يقول لنبي : { أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ .. } [النمل:22]. هذا هو الهدهد المخلوق الأقل من سليمان عليه السلام يقول له : عرفت ما لم تعرفه، وكأن هذا القول جاء ليعلمنا حسن الأدب مع من هو دوننا، فهو يهب لمن دوننا ما لم يعلمه لنا، ألم يعلمنا الغراب كيف نواري سوأة الميت؟ { فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ ..} [المائدة:31]. [الشعراوي]
" من نظر في آيات القرآن الكريم وجد أن البيوت مضافة إلى النساء في ثلاث آيات من كتاب الله تعالى، مع أن البيوت للأزواج أو لأوليائهن؛ وإنما حصلت هذه الإضافة - والله أعلم - مراعاة لاستمرار لزوم النساء للبيوت، فهي إضافة إسكان ولزوم للمسكن والتصاق به، لا إضافة تمليك ". [بكر أبو زيد]
{ أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى } [العلق:14] آية تهز الوجدان، وتفعل في النفس ما لا تفعله سلطات الدنيا كلها، إنها تضبط النوازع، وتكبح الجماح، وتدعو إلى إحسان العمل، وكمال المراقبة، فما أجمل أن يستحضر كل أحد هذه الآية إذا امتدت عينه إلى خيانة، أو يده إلى حرام، أو سارت قدمه إلى سوء، وما أروع أن تكون هذه الآية نصب أعيننا إذا أردنا القيام بما أنيط بنا من عمل. [د. محمد الحمد]
{ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا } [النساء:27] هذا بيان صريح من الذي يعلم السر وأخفى - سبحانه - أن هذا الصنف من الناس - سواء كانوا صحفيين أو كتابا أو روائيين أو أصحاب قنوات هابطة - يريدون يميلوا بالأمة ميلا، وأكد هذا الميل بأنه عظيم، إذ لا تكفيهم مشاريع الإغواء الصغيرة. [د. عبدالمحسن المطيري]
من أعظم حواجب الرحمة : عدم القيام بحقوق المؤمنين، قال تعالى : {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الحجرات:10] [السعدي]
في وصفه تعالى للجنة بقوله: { لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً } دلالة على أن نقاء الجو الذي يعيش المرء فيه من العبارات الخادشة والقبيحة من أنواع النعيم، فينبغي على المسلم أن ينزه لسانه وسمعه عن اللغو ويربي نفسه وأهله على الطيب من القول. [د.عبدالرحمن الشهري]
من تأمل قوله تعالى - في خطاب لوط لقومه - : { أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ }؟ [هود:78] أدرك أن إدمان الفواحش - كما أنه يضعف الدين - فهو - في أحيان كثيرة - يذهب مروءة الإنسان، ويقضي على ما بقي فيه من أخلاق ورشد. [د.عمر المقبل]
من آداب الدعاء أن يقدم الإنسان بين يدي دعائه ثناء على الله تعالى –كما جاء في السنن وغيرها-، وفي قوله: {الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين} ثناء، وهذا مناسب أن يكون قبل الدعاء {اهدنا الصراط المستقيم} . [ينظر: تفسير ابن كثير]
{ولا يحيطون بشيء من علمه} لم يقل بعلمه، فهم لا يحيطون بعلمه، ولا بشيء من علمه، بل هم إن علموه فإنما يعلمونه من وجه دون وجه بغير إحاطة. [ينظر: التسهيل لعلوم التنزيل]
"في قوله تعالى : { وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } [النساء:48] نعمة عظيمة من وجهين : أحدهما: أنه يقتضي أن كل ميت على ذنب دون الشرك لا نقطع له بالعذاب وإن كان مصرا. والثانية: أن تعليقه بالمشيئة فيه نفع للمسلمين، وهو أن يكونوا على خوف وطمع". [ابن الجوزي]
{ وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ} [النساء:32] "فإذا كان هذا النهي - بنص القرآن - عن مجرد التمني، فكيف بمن ينكر الفوارق الشرعية بين الرجل والمرأة، وينادي بإلغائها، ويطالب بالمساواة، ويدعو إليها باسم المساواة بين الرجل والمرأة؟" [بكر بن عبدالله أبو زيد]
تدبر قوله تعالى : {ولا تتبعوا خطوات الشيطان} [البقرة:168] فتسمية استدراج الشيطان "خطوات" فيه إشارتان: [1] الخطوة مسافة يسيرة، وهكذا الشيطان يبدأ بالشيء اليسير من البدعة، أو المعصية، حتى تألفها النفس. [2] قوله : (خطوات) دليل على أن الشيطان لن يقف عند أول خطوة في المعصية. [فهد العيبان]
تأمل دقة يوسف لما قال: {معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده}[يوسف:79] فلم يقل: من سرق! لأنه يعلم أن أخاه لم يسرق، فكان دقيقاً في عبارته، فلم يتهم أخاه، كما لم يثر الشكوك حول دعوى السرقة، فما أحوجنا إلى الدقة في كلماتنا، مع تحقق الوصول إلى مرادنا [أ.د. ناصر العمر]
{ كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها } [النازعات:46] تنطوي هذه الحياة الدنيا التي يتقاتل عليها أهلها ويتطاحنون، فإذا هي عندهم عشية أو ضحاها! أفمن أجل عشية أو ضحاها يضحون بالآخرة؟ ألا إنها الحماقة الكبرى التي لا يرتكبها إنسان يسمع ويرى! [سيد قطب]
{ قال رب اغفر لي ولأخي } [الأعراف:151] قال كعب: رب قائم مشكور له، ونائم مغفور له، وذلك لأن الرجلين يتحابان في الله، فقام أحدهما يصلي، فرضي الله صلاته ودعاءه، فلم يرد من دعائه شيئا، فذكر أخاه في دعائه من الليل فقال : رب! أخي فلان اغفر له؛ فغفر الله له وهو نائم. [حلية الأولياء]
(من أقبح الخلال: تعنيف المذنبين والمخطئين بعد اعترافهم وتوبتهم، وقد يدعوهم ذلك إلى معاودة الذنب أو الخطأ {فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما إن الله كان توابا رحيما}. [د.محمد الخضيري]
إذا تأملت قوله تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ} [الأنبياء : 101] وأضفت له قوله تعالى : {لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} [الحديد : 10] تبين لك أن الصحابة كلهم من أهل الجنة قطعا؛ لأنه وعد أهل الحسنى بالإبعاد عن النار، وأخبر أن الصحابة سواء من أسلم قبل الفتح أو بعده موعود بالحسنى. [ابن حزم]
في قوله تعالى : {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [الملك : 2] ابتلانا الله بحسن العمل، لا بالعمل فقط، ألم يكن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه : أي العمل أفضل؟ ففهمهم - رضي الله عنهم - يدل على التنافس في جودة العمل لا مجرد كثرته.
يقول أحد الدعاة : رأيت مغنيا مشهورا طالما فتن الشباب والفتيات، فقررت أن لا أدعه حتى أنصحه، فسلمت عليه، وألهمني الله أن ألقي في أذنه قوله تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ} ثم ذهبت، فوالله ما مرت أيام إلا وقرأت خبر توبته في الصحف .. فما أجمل الوعظ بالقرآن إذا صادف انتقاء حسنا، وقلبا واعيا !
الصبر زاد لكنه قد ينفد؛ لذا أمرنا أن نستعين بالصلاة الخاشعة ؛ لتمد الصبر وتقويه: {واستعينوا بالصبر والصلاة ، وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين} (د.محمد الخضيري)
كل بلاء نزل فبذنب وكل مؤاخذة فبمعصية وما هلك من هلك ولا عذب من عذب ولا شقي من شقي إلا بذنب. ذَكرَ اللهُ الأمم الهالكة قارون وفرعون وهامان وغيرهم ثم قال بعد ذلك مبينا سبب هلاكهم :{فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [العنكبوت : 40] فالبذنوب هلكوا وما ظلمهم الله ولكن ظلموا أنفسهم.
لو أردت أن يفتح قلبك للقرآن فتفهمه وتتأثر به فهذا بابك..كن محسنا في حق نفسك وحق ربك وحق من حولك فقد قال سبحانه:{تلك آيات الكتاب الحكيم * هدى ورحمة للمحسنين}[لقمان:2،3]؛لأن القرآن إحسان من الله لخلقه فهم بما في قلوبهم من إحسان يحسون بالتوافق والتناسق ووحدة الاتجاه ووضوح الطريق مع مصدر الإحسان وهو القرآن.
آفة الكثيرين من الناس أنهم يحسبون الغنى دليل الرضوان الأعلى, وأن المال إذا قل عند آخرين فلأنهم ليسوا موضع القبول! ونسوا أن الله يختبر بالعطاء كما يختبر بالحرمان فقد قال سبحانه:{ونبلوكم بالشر والخير فتنة}[الأنبياء:35]..والنجاح في هذا الاختبار يجئ من موقفك إزاء ما يأتيك من أقدار الله.[التفسير الموضوعي للغزالي].
كم هي الأخطاء التي تصدر منك في خلوتك… وكم هي المعاصي التي تتورط فيها حينما تكون وحدك… وتفرح لحظتها وتشعر بالهدوء لأن أحدا لم يراك ولأن أنظار الخلائق لم تتتطلع عليك وترقبُك حتى لا تسقط منزلتك أماهم وتنسى هذه الآية:{ألم يعلم بأن لله يرى}[العلق:14] فإن كنت تعلم أنه يراك حق العلم فلم جعلته أهون الناظرين إليك.
من زاد بالله علمه زاد من الله خوفه:{إنما يخشى الله من عباده العلماء} قال الفضيل:” أعلم الناس بالله أخوفهم منه”
مجنون ليلى قتله حُب امرأة,وقارون قتله حب مال.وفرعون حب منصب,وقتل حمزة وجعفر..حبا لله ورسوله,فالكل أحب وتحمل في سبيل حبه ولكن شتان بين العواقب {فريق في الجنة وفريق في السعير}[الشورى:7]..فانظر حقيقة محبوبك.
علمني القرآن أن الكرامة والمكانة لا تنال بقوة ولا بضعف ولا بغنى ولا بفقر ولا بصحة ولا بمرض ولا بكثرة أموال ولا أولاد إنما تنال بالتقوى:{إن أكرمكم عند الله أتقاكم}[الحجرات : 13]فمن أراد الكرامة فليتقي الله.
التوسل إلى الله بالضعف والعجز من أحب الوسائل إلى الله وأقربها إلى الإجابة لأنه يدل على التبري من الحول والقوة، وتعلق القلب بحول الله وقوته وتأمل دعاء زكريا:{ وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا} لأن الشيب دليل الضعف، ورسول الموت, فتوسل إلى الله تعالى بضعفه وعجزه فكانت الإجابة” [تفسير السعدي -بتصرف يسير].
المسلم دائماً ساعٍ في إصلاح جار في قطع الشقاق بين المؤمنين يسعى في حقن دماءهم وفي لم شعثهم:{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا}[الحجرات : 9]إنه يقتلع الشر ويبذر بذر الحب والود بين إخوانه.
عن أبي هريرة ( عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أول ما يحاسب به العبد صلاته فإن كان أكملها وإلا قال الله عز وجل : انظروا لعبدي من تطوع ؛ فإن وجد له تطوع قال : أكملوا به الفريضة)) . " صحيح الاحاديث القدسية للشيخ مصطفى العدوى "
قال الإمام ابن القيم - رحمه الله : تمامُ الخذلان انشغال العبد بالنعمة عن المنعم وبالبلية عن المبتلي؛ فليس دومًا يبتلي ليعذّب وإنما قد يبتلي ليُهذّب.
قال ابن القيم رحمه الله : " المؤمن المخلص لله من أطيب الناس عيشا وأنعمهم بالا وأشرحهم صدرا وأسرهم قلبا، وهذه جنة عاجلة قبل الجنة الآجلة "
مختارات من الحكم والمواعظ
مدارج السالكين لابن القيم
كلما كان العبد حسن الظن بالله حسن الرجاء له صادق التوكل عليه : فإن الله لا يخيب أمله فيه ألبتة ، فإنه سبحانه لا يخيب أمل آمل ولا يضيع عمل عامل.
فائدة
من كتاب لا تحزن
يقولُ ابنُ القيِّم : (( أجمع العارفون بالله على أنَّ الخِذْلان : أنْ يكلك اللهُ على نفسِك ، ويُخلِّي بينك وبينها . والتوفيقُ أنْ لا يكِلك اللهُ إلى نفسِك .
ما أتي من أتي إلا من قِبَل إضاعة الشكر وإهمال الافتقار والدعاء، ولا ظفر من ظفر بمشيئة الله وعونه إلا بقيامه بالشكر وصدق الافتقار والدعاء. وملاك ذلك الصبر فإنه من الإيمان بمنزله الرأس من الجسد، فإذا قطع الرأس فلا بقاء لجسد.
احترز من عدوين هلك بهما أكثر الخلق: صادّ عن سبيل الله بشبهاته وزخرف قوله، ومفتون بدنياه ورئاسته.
ودع ابن عون رجلاً فقال: عليك بتقوى الله، فإن المتقي ليست عليه وحشة. وقال زيد بن أسلم كان يقال: من اتقى الله أحبه الناس وإن كرهوا. وقال الثوري لابن أبى ذئب: إن اتقيت الله كفاك الناس، وإن اتقيت الناس لن يغنوا عنك من الله شيئا
ليس العجب من مملوك يتذلل لله ويتعبد له ولا يمل من خدمته مع حاجته وفقره إليه، إنما العجب من مالك يتحبب إلى مملوك بصنوف إنعامه ويتودد إليه بأنواع إحسانه مع غناه عنه. كفى بك عزًّا أنك له عبد ** وكفى بك فخراً أنه لك رب
دافع الخطرة، فإن لم تفعل صارت فكرة، فدافع الفكرة، فإن لم تفعل صارت شهوة، فحاربها، فإن لم تفعل صارت عزيمة وهِمَّة. فإن لم تدافعها صارت فعلا.
المخلوق إذا خفته استوحشت منه وهربت منه، والرب تعالى إذا خفته أنست به وقربت إليه.
الفرق بين اسم محمد وأحمد الفرق بينهما : أن محمداً هو كثير الخصال التي يحمد عليها، وأحمد هو الذي يحمد أكثر مما يحمد غيره، فمحمد في الكثرة والكمية، وأحمد في الصفة والكيفية
قال ابن القيم رَحمه الله : كلـمَا كَان الـعَبد أتَـم عــبُودية .. كَانت الإعانة لهُ مِن الله أعظَم ..
قال الشافعي: "لا يكمل الرجل إلا بأربع: بالديانة، والأمانة، والصيانة، والرزانة".
قال أبو سليمان الداراني رحمه الله : " كل ما أشغلك عن الله فهو عليك مشؤوم. "
قال الإمام الشافعي رحمه الله : " اشد الأعمال ثلاثة : الجود من قلة ، والورع في خلوة ، وكلمة الحق عند من يرجى ويخاف "
قال الفضيل بن عياض رحمه الله : " إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار،فاعلم أنك محروم كبلتك خطيئتك "
قال الفضيل بن عياض رحمه الله : " بقدر ما يصغر الذنب عندك يعظم عند الله، وبقدر ما يعظم عندك يصغر عند الله "
قال الامام أحمد بن حنبل رحمه الله : " إذا أحببت أن يدوم الله لك على ما تحب فدم له على ما يحب. "
قال بعض العلماء: لا تنزلن حاجتك من أغلق دونك أبوابه وجعل عليها حجابه؛ ولكن انزلها بمن بابه مفتوح لك إلى يوم القيامة أمرك أن تدعوه وضمن لك أن يستجيب لك.
قال محمد بن سيرين رحمه الله : إذا أراد الله تعالى بعبد خيرا جعل له واعظا من قلبه يأمره وينهاه .
مختارات من الحكم والمواعظ
صالح المغامسي
القلوب لا يصلحها شيء أعظم من كلام ربها، فتدبر القرآن السبيل الأول إلى صلاح القلوب.
قال حبيب بن أبي ثابت رحمه الله : "من حسن خلق الرجل أن يحدث صاحبه وهو يبتسم."
أنفع الأدوية الإلحاح في الدعاء وضده أن يستعجل العبد ويستبطئ الإجابة فيستحسر ويدع الدعاء
كثير ما نجد أدعية دعا بها قوم استجيب لهم ، فيكون قد اقترن بالدعاء ضرورة صاحبه وإقباله على الله ، أو حسنة تقدمت منه جعل الله سبحانه إجابة دعوته شكراً لحسنته ، أو صادف الدعاء وقت إجابة ، فأجيبت دعوته ، فيظن الظان أن السر في لفظ ذلك فيأخذه مجرداً عن تلك الأمور التي قارنته من ذلك الداعي .
سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول : كما أن خير الناس الأنبياء ؛ فشر الناس من تشبه بهم من الكذابين ، وادعى أنه منهم وليس منهم ، فخير الناس بعدهم العلماء والشهداء والصديقون والمخلصون ، وشر الناس من تشبه بهم ، يوهم أنه منهم وليس منهم
ما استجلبت نعم الله واستدفعت نقمه بمثل طاعته ، والتقرب إليه ، والإحسان إلى خلقه
إن العبد لا يزال يرتكب الذنوب حتى تهون عليه وتصغر في قلبه ، وذلك علامة الهلاك ، فإن الذنب كلما صغر في عين العبد عظم عند الله .
معنى قول حذيفة لعمر عند ما سأله عمر : ( هل سماني رسول الله من المنافقين ) فقال : لا ، ولا أبرئ بعدك أحداً : سمعت شيخنا يقول : ليس مراده أني لا أبرئ غيرك من النفاق ، بل المراد أني لا أفتح على نفسي هذا الباب ، فكل من سألني هل سماني لك رسول الله فأزكيه
معنى قول النبي : ( إذا لم تستح فاصنع ما شئت ) من تفسيراتها : أحدها : أنه على التهديد والوعيد ، والمعنى ؛ من لم يستح فإنه يصنع ما يشاء من القبائح . والثاني : أن الفعل إذا لم تستح فيه من الله فافعله .
فالذنب يحجب الواصل ، ويقطع السائر ، وينكس الطالب ، فالقلب إنما يسير إلى الله بقوته ، فإذا مرض بالذنوب ضعفت تلك القوة التي تسيره . فالذنب إما أن يميت القلب ، أو يمرضه مرضاً مخوفاً ، أو يضعف قوته ولا بد حتى ينتهي ضعفه إلى الأشياء الثمانية التي استعاذ منها النبي صلى الله عليه وسلم : الهم ، والحزن ، والعجز ، والكسل .
قال الإمام يحيى بن معاذ رحمه الله : " ـ حفت الجنة بالمكاره وأنت تكرهها ، وحفت النار بالشهوات وأنت تطلبها ، فما أنت إلا كالمريض الشديد الداء ، إن صبر نفسه على مضض الدواء اكتسب بالصبر عافية ، وإن جزعت نفسه مما يلقى طالت به علة الضنا. "
لا تحسب إن قوله تعالى : ( إن الأبرار لفي نعيم . وإن الفجار لفي جحيم ) مقصور على نعيم الآخرة وجحيمها فقط ، بل في دورهم الثلاثة كذلك ، أعني دار الدنيا ، ودار البرزخ ، ودار القرار ، فهؤلاء في نعيم ، وهؤلاء في جحيم ، وهل النعيم إلا نعيم القلب ؟ وهل العذاب إلا عذاب القلب ؟ .
قال الحسن البصري رحمه الله : فساد القلوب متولد من ستة أشياء، أولها: يذنبون برجاء التوبة، ويتعلمون العلم ولا يعملون به، وإذا عملوا لا يخلصون، ويأكلون رزق الله ولا يشكرون، ولا يرضون بقسمة الله، ويدفنون موتاهم ولا يعتبرون.
قال سعيد بن جبير رحمه الله : إن الخشية أن تخشى الله حتى تحول خشيته بينك وبين معصيتك فتلك الخشية والذكر طاعة الله، فمن أطاع الله فقد ذكره ومن لم يطعه فليس بذاكر وإن أكثر التسبيح وتلاوة القرآن.
القلب كلما كان أبعد من الله كانت الآفات إليه أسرع ، وكلما كان أقرب من الله بعدت عنه الآفات ، والبعد من الله مراتب بعضها أشد من بعض . والقلب مثل الطائر ؛ كلما علا بعد عن الآفات ، وكلما نزل احتوشته الآفات ، فكما أن الشاة التي لا حافظ لها وهي بين الذئاب سريعة العطب ، فكذا العبد إذا لم يكن عليه حافظ من الله ، فذئبه مفترسه ولا بد ، وإنما يكون عليه حافظ من الله بالتقوى .
كانت معصية الله سبباً لمحق بركة الرزق والأجل ؛ لأن الشيطان موكل بها وبأصحابها ، فسلطانه عليهم وحوالته على هذا الديوان وأهله وأصحابه ، وكل شيء يتصل به الشيطان ويقارنه فبركته ممحوقة ، ولهذا شرع ذكر اسم الله عند الأكل والشرب واللبس والركوب والجماع ، لما في مقارنة اسم الله من البركة
القلب السليم هو الذي سلم من الشرك والغل والحقد والحسد والشح والكبر ، وحب الدنيا والرياسة ، فسلم من كل آفة تبعده عن الله ، وسلم من كل شبهة تعارض خبر الله ، ومن كل شهوة تعارض أمر ربه . وقد أثنى الله على خليله بسلامة القلب فقال : (وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ . إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) وقال تعالى حاكياً عنه أنه قال : (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ . إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) .
قال بعض العارفين: ما أحب أن حسابي يوم القيامة يجعل إلى أبوي؛ لأني أعلم وأتيقن أن الله جل وعلا أرحم بي منهم.
قال بعض العلماء من علامات إتباع الهوى المسارعة إلى نوافل الخيرات والتكاسل عن القيام بالواجبات وهذه حال كثير من الناس.
قال ابن مسعود رضي الله عنه : إني لأكره أن أرى الرجل فارغا لا في أمر دنياه ولا في أمر دينه.
قال إبراهيم الخواص رحمه الله : دواء القلب في خمسة أشياء: قراءة القرآن بالتدبر، وخلاء البطن، وقيام الليل، والتضرع عند السحر، ومجالسة الصالحين.
لا تتم سلامة القلب إلا بخمسة أشياء . من شرك يناقض التوحيد ، وبدعة تخالف السنة ، وشهوة تخالف الأمر ، وغفلة تناقض الذكر ، وهدى يناقض التجريد ، والإخلاص يعم .
ما أنعم الله على عبد نعمة أفضل من أن عرفه لا إله إلا الله، وفهمه معناها، ووفقه للعمل بمقتضاها، والدعوة إليها. أشرف الأشياء قلبك ووقتك فإذا اهملت قلبك وضيعت وقتك، فما بقي معك؟
قال رجل لطاوس بن كيسان رحمه الله أوصني قال : أوصيك أن تحب الله حبا حتى لا يكون شيء أحب إليك منه، وخفه خوفا حتى لا يكون شيء أخوف إليك منه، وارج الله رجاء يحول بينك وبين ذلك الخوف وارض للناس ما ترضى لنفسك.
وما أوتي أحد بعد الإيمان أفضل من الفهم عن الله وعن رسوله وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
قال بعض العلماء : وقد سئل عن الطريق إلى الله، فقال: توبة تحل الإصرار، وخوف يزيل الغرور، ورجاء ينهض الخيرات، ثم مراقبة الله في خواطر القلوب.
قال الحسن البصري رحمه الله : المؤمن قوام على نفسه يحاسبها لله تعالى وإنما خف الحساب على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا وإنما شق الحساب على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة.
قال رجل لإبراهيم بن أدهم رحمه الله: إني لا أقدر على قيام الليل فصف لي دواء؟!! فقال: لا تعصه بالنهار وهو يقيمك بين يديه في الليل، فإن وقوفك بين يديه في الليل من أعظم الشرف، والعاصي لا يستحق ذلك الشرف.
قال الحسن البصري رحمه الله : " قيام الليل شرف المؤمنين وعزهم الاستغناء عما في أيدي الناس "
قال سفيان الثوري رحمه الله : ليس شيء أقطع لظهر إبليس ، من قول : لا إله إلا الله ؛ ولا شيء يضاعف ثوابه من الكلام مثل : الحمد لله.
قال الفضيل بن عياض رحمه الله: كان يقال: من أخلاق الأنبياء والأصفياء الأخيار الطاهرة قلوبهم، خلائق ثلاثة: الحلم والإنابة وحظ من قيام الليل.
قال رجل لمعروف الكرخي رحمه الله - أوصني قال : توكل على الله حتى يكون جليسك وأنيسك وموضع شكواك.
جاء رجل إلى وهب بن منبه فقال : علمني شيئا ينفعني الله به قال : « أكثر من ذكر الموت وأقصر أملك ، وخصلة ثالثة ، إن أنت أصبتها بلغت الغاية القصوى ، وظفرت بالعبادة . قال : ما هي ؟ قال : التوكل على الله ».
قال الإمام يحيى بن معاذ رحمه الله : " على قدر خوفك من الله يهابك الخلق ، وعلى قدر حبك لله يحبك الخلق ، وعلى قدر شغلك بالله يشتغل الخلق بأمرك "
قال الفضيل بن عياض رحمه الله : " والله ما يحل لك أن تؤذي كلبا ولا خنزيرا بغير حق فكيف تؤذي مسلما. "
قال قتادة رحمه الله تعالى: إن هذا القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم فأما دائكم فالذنوب وأما دواؤكم فالاستغفار.
قال الحسن البصري رحمه الله : " إياك أن ينظر الله إليك وتنظر إلى غيره .. وتسأل الله الجنة وتعوذ به من النار .. وقلبك ساه لا تدري ما تقول بلسانك. "
قال أبو الدرداء رحمه الله : " استعيذوا بالله من خشوع النفاق. قالوا: وما خشوع النفاق؟ قال: أن ترى الجسد خاشعا والقلب ليس بخاشع. "
قال حذيفة رضي الله عنه : " أول ما تفقدون من دينكم الخشوع وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة ورب مصل لا خير فيه ويوشك أن تدخل مسجد الجماعة فلا ترى فيهم خاشعا "
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: ومن الآفات التي تمنع أثر الدعاء أن يستعجل العبد، ويستبطئ الإجابة، فيستحسر، ويدع الدعاء.
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، عن القرآن : قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ولا يكن هم أحدكم آخر السورة.
قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله : «ادرءوا الحدود ما استطعتم في كل شبهة، فإن الوالي إن أخطأ في العفو خير من أن يتعدى في الظلم والعقوبة» .
قال ابن تيمية: "ومن أصغى إلى كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم بعقله وتدبره بقلبه وجد فيه من الفهم والحلاوة والهُدى وشفاء القلوب والبركة والمنفعة ما لا يجده في شيء من الكلام لا نظمًا ولا نثرًا".
قال عبد الله بن عمر رضي الله عنه : كان رأس عمر على فخذي في مرضه الذي مات فيه فقال لي ضع رأسي على الأرض قال فقلت وما عليك كان على فخذي أم على الأرض قال ضعه على الأرض قال فوضعته على الأرض فقال ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي .
قال المسور بن مخرمة رضي الله عنه : لما طعن عمر قال والله لو أن لي طلاع الأرض ذهباً لافتديت به من عذاب الله من قبل أن أراه .
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لو ماتت شاة على شط الفرات ضائعة لظننت أن الله تعالى سائلي عنها يوم القيامة.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لو نادى منادٍ من السماء أيها الناس إنكم داخلون الجنة كلكم أجمعون إلا رجلاً واحداً لخفت أن أكون هو ولو نادى منادٍ أيها الناس إنكم داخلون النار إلا رجلاً واحداً لرجوت أن أكون هو .
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : أنصح الناس وأعلمهم بالله ، أشد الناس حباً وتعظيماً لحرمة أهل لا إله إلا الله .
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : ليس الخير أن يكثر مالك وولدك ولكن الخير أن يكثر علمك ويعظم حلمك وأن تباهى الناس بعبادة ربك فإن أحسنت حمدت الله وإن أسأت استغفرت الله ولا خير في الدنيا إلا لأحد رجلين رجل أذنب ذنباً فهو تدارك ذلك بتوبة أو رجل يسارع في الخيرات .
قال عبدالله بن الرومي رحمه الله : بلغني أن عثمان قال لو أني بين الجنة والنار ولا أدري إلى أيتهما يؤمر بي لاخترت أن أكون رماداً قبل أن أعلم إلى أيتهما أصير .
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لا تعترض فيما لا يعنيك واعتزل عدوك واحتفظ من خليلك إلا الأمين فإن الأمين من القوم لا يعادله شيء ولا تصحب الفاجر فيعلمك من فجوره ولا تفش إليه سرك واستشر في أمرك الذين يخشون الله عز و جل .
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : اللهم إني أعوذ بك أن تأخذني على غرة أو تذرني في غفلة أو تجعلني من الغافلين .
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : إن أخوف ما أخاف اتباع الهوى وطول الأمل فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق وأما طول الأمل فينسي الآخرة ألا وإن الدنيا قد ترحلت مدبرة ألا وإن الآخرة قد ترحلت مقبلة ولكل واحد منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا فإن اليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل .
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : ألا إن الفقيه كل الفقيه الذي لا يقنط الناس من رحمة الله ولا يؤمنهم من عذاب الله ولا يرخص لهم في معاصي الله ولا يدع القرآن رغبة عنه إلى غيره ولا خير في عبادة لا علم فيها ولا خير في علم لا فهم فيه ولا خير في قراءة لا تدبر فيها .
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : كونوا ينابيع العلم مصابيح الليل خلق الثياب جدد القلوب تعرفوا به في السماء وتذكروا به في الأرض .
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : الناس ثلاثة فعالم رباني ومتعلم على سبيل نجاة وهمج رعاع اتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجئوا إلى ركن وثيق العلم خير من المال العلم يحرسك وأنت تحرس المال العلم يزكو على العمل والمال تنقصه النفقة ومحبة العالم دين يدان بها العلم يكسب العالم الطاعة في حياته وجميل الأحدوثة بعد موته .
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : أشد الأعمال ثلاثة إعطاء الحق من نفسك وذكر الله على كل حال ومواساة الأخ في المال .
قال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه : لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم وما لنا طعام إلا ورق الشجر حتى يضع أحدنا كما تضع الشاة .
قال أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه : ما من الناس من أحمر ولا أسود حر ولا عبد عجمي ولا فصيح أعلم أنه أفضل مني بتقوى إلا أحببت أن أكون في مسلاخه .
قال سعيد بن زيد رضي الله عنه : لمشهد شهده رجل مع رسول الله صلى الله عليه و سلم يغبر وجهه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من عمل أحدكم ولو عمر عمر نوح .
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : إني لأكره أن أرى الرجل فارغا لا في عمل الدنيا ولا في عمل الآخرة .
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : إنما هذه القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن ولا تشغلوها بغيره .
قال عون بن عبدالله رحمه الله : قال لي عبدالله بن مسعود ليس العلم بكثرة الرواية ولكن العلم الخشية .
قال عبدالله بن عكيم رضي الله عنه : سمعت ابن مسعود في هذا المسجد يبدأ باليمين قبل الكلام فقال ما منكم من أحد إلا أن ربه تعالى سيخلو به كما يخلو أحدكم بالقمر ليلة البدر فيقول يا ابن آدم ما غرك بي ابن آدم ماذا أجبت المرسلين ابن آدم ماذا عملت فيما علمت .
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : إني لأحسب الرجل ينسى العلم كان تعلمه للخطيئة يعملها .
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ذهب صفو الدنيا وبقي كدرها فالموت اليوم تحفة كل مسلم .
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : والله الذي لا إله غيره ما يضر عبدا يصبح على الإسلام ويمسي عليه ما أصابه في الدنيا .
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ما منكم إلا ضيف وماله عارية والضيف مرتحل والعارية مؤداة إلى أهلها .
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : والله الذي لا إله إلا هو ما على ظهر الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لسان .
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : إن للقلوب شهوة وإقبالا وإن للقلوب فترة وادبارا فاغتنموها عند شهوتها وإقبالها ودعوها عند فترتها وإدبارها .
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : إنكم ترون الكافر من أصح الناس جسما وأمرضهم قلبا وتلقون المؤمن من أصح الناس قلبا وأمرضهم جسما وأيم الله لو مرضت قلوبكم وصحت أجسامكم لكنتم أهون على الله من الجعلان .
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : لا يقلدن أحدكم دينه رجلا فإن آمن آمن وإن كفر كفر فإن كنتم لا بد مقتدين فاقتدوا بالميت فإن الحي لا يؤمن عليه الفتنة .
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : لأن يعض أحدكم على جمرة حتى تطفأ خير من أن يقول لأمر قضاه الله ليت هذا لم يكن .
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : من أراد الدنيا أضر بالآخرة ومن أراد الآخرة أضر بالدنيا يا قوم فأضروا بالفاني للباقي .
قال مالك بن دينار رحمه الله : كتب سلمان إلى أبي الدرداء إنه بلغني أنك جلست طبيباً تداوي الناس فانظر أن تقتل مسلماً فتجب لك النار .
قال أبو الدرداء رضي الله عنه : مالي أرى علماءكم يذهبون وجهالكم لا يتعلمون فإن معلم الخير والمتعلم في الأجر سواء ولا خير في سائر الناس بعدهما .
قال أبو الدرداء رضي الله عنه : تعلموا قبل أن يرفع العلم إن رفع العلم ذهاب العلماء .
قال أبو الدرداء رضي الله عنه : إني لآمركم بالأمر وما أفعله ولكني أرجو أن أوجر عليه .
كان أبو الدرداء رضي الله عنه يقول : إن أخوف ما أخاف إذا وقفت على الحساب أن يقال لي قد علمت فما عملت فيما علمت .