في التوكل واليقين
(وأولئك هم المفلحون) الفلاح في: التوكل على الله لأنه يورث(العمل) والتفويض لأنه يورث(الاطمئنان) والثقة لأنها تورث(الاعتماد) فكل(نقص عندنا)لخلل في الأمور الثلاثة .
جاء رجل إلى وهب بن منبه فقال : علمني شيئا ينفعني الله به قال : « أكثر من ذكر الموت وأقصر أملك ، وخصلة ثالثة ، إن أنت أصبتها بلغت الغاية القصوى ، وظفرت بالعبادة . قال : ما هي ؟ قال : التوكل ».
قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: " اليقين أن لا تُرضى الناس بسخط الله، ولا تحسد أحداً على رزق الله، ولا تلم أحداً على مالم يؤتك الله، فإن رزق الله لا يسوقه حرص حريص، ولا يرده كراهية كاره، فإن الله بقسطه، وعلمه، وحكمته، جعل الروح والفرح فى اليقين والرضى، وجعل الهم والحزن فى السخط والشك ".
عن شقيق بن إبراهيم قال: من أراد أن يعرف معرفته بالله فلينظر إلى ما وعده الله ووعده الناس بأيهما قلبه أوثق.
من عجيب أمر الرزق أنه أعرَفُ بمكانك وعنوانك ٬منك بمكانة وعنوانه ٬ فإنْ قُسِم لك الرزق جاءك بطرق عليك الباب ٬ وإنْ حُرمت منه أعياك طلبه ٬ لذلك يقول أحد الصالحين : عجبتُ لابن آدم يسعى فيما ضُمِن له ويترك ما طُلِب منه.
مختارات من الحكم والمواعظ
مدارج السالكين لابن القيم
كلما كان العبد حسن الظن بالله حسن الرجاء له صادق التوكل عليه : فإن الله لا يخيب أمله فيه ألبتة ، فإنه سبحانه لا يخيب أمل آمل ولا يضيع عمل عامل.
قيل لحاتم الأصم: على ما بنيت أمرك في التوكل ؟ قال: على خصال أربعة: علمت أن رزقي لا يأكله غيري، فاطمأنت به نفسي. وعلمت أن عملي لا يعمله غيري، فأنا مشغول به. وعلمت أن الموت يأتي بغتة، فأنا أبادره. وعلمت أني لا أخلو من عين الله، فأنا مستحي منه .
إن التوكل فريضة قلبية وعبادة لا تنبغي إلا لله خالصة، وهي أفضل العبادات وأعلى مقامات التوحيد، ولا تقوم على كمالها إلا في خواص المؤمنين؛ كأمثال السبعين ألفًا الذين يدخلون الجنة بغير حساب، كما سيأتي بيانه، وقد جعل الله التوكل شرطًا وعلامة للإيمان، فقال عز وجل : " وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ " [المائدة: 23]؛ فبالتوكل يتحقق الإيمان في القلب، وقد قيل: «من لا تَوكُّلَ له لا إيمان له»، وقال عز وجل: " وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ " [آل عمران: 122].
مما يدل على أهمية التوكل في حياة المسلم أن الله يصرف الشيطان عن المتوكلين؛ فقد قال الله تعالى في سورة النحل عن الشيطان: " إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ " [النحل: 99]، وأن به تنال جنة رب العالمين: " وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ * الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ " [العنكبوت: 58-59] معنى هذا أن من أبرز الصفات التي أهلتهم للجنة الصبر والتوكل.
الأسباب التي تثير في القلب قوة التوكل : التفويض: وهو حقيقة التوكل، وهو إلقاء الأمور كلها إلى الله وإنزالها بربه طائعًا مختارًا لا كارهًا مضطرًا.
التوكل والاعتماد على الله : قال المروزي: قيل لأبي عبد الله رحمه الله: أيّ شيء صدق التوكل على الله؟ قال: أن يتوكل على الله ولا يكون في قلبه أحد من الآدميين يطمع أن يجيبه بشيء، فإذا كان كذلك كان الله يرزقه وكان متوكلاً. [جامع العلوم والحكم / 570].
اليقين بالله : قال ابن مسعود رضى الله عنه : اليقين أن لا ترضي الناس بسخط الله، ولا تحمد أحدًا على رزق الله، ولا تلم أحدًا على ما لم يؤتك الله - عزَّ وجلَّ - فإن الرزق لا يسوقه حرص حريص، ولا يرده كراهية كاره، فإن الله تبارك وتعالى بقسطه وعلمه وحلمه جعل الروح والفرح في اليقين والرضى، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط. [موسوعة ابن أبي الدنيا 1 / 35].
اليقين بالله : عن خالد بن معدان رحمه الله قال: تعلموا اليقين كما تعلموا القرآن، حتى تعرفوه فإني أتعلمه. [موسوعة ابن أبي الدنيا 1/22].
اليقين بالله : عن الحسن رحمه الله قال: قال لقمان - عليه السلام - لابنه: يا بني العمل لا يستطاع إلا باليقين، ومن يضعف يقينه يضعف عمله. [موسوعة ابن أبي الدنيا 1/34].