ام عمار
لي رب يجبـر كسري, ويرحم ضعفي, ويعظـم أجري في صبـري, لي رب ما خذلـنـي..
لا تطيب الحياة قولا وفعلا وظاهرا وباطنا إلا إذا أريد بها وجه الله..
من أخلص لله في هذه الأزمنة التي عظمت فتنها ومحنها فإن أجـره عند الله عظيـم.
الإخلاص لا يكون إلا بالله عز وجل، فاسأل الله سبحانه وتعالى أن يصرف عنك الريـاء، لأن الريـاء أمره عظيم..
إن العبد ليجلس المجلس من ذكر الله ولو ربع ساعة أو عشرة دقائـق، فيقـوم فرحا جذلا أن الله وفـقه.
(ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، وضاقت عليهم أنفسهم، وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه)، ثم ..
ثم جاء الفٓرٓج!
“إن معنى الصلاة هو أن ترحل عن خطاياك إلى الله .. تخرج من دركات العادة إلى العبادة”
“آه منك يانفس ! أي حق عليك لله ! وأي تبعة ! وها أنت شاردة في متاهات اللهو تبنين قصور الوهم في دار الخراب”
“فيكون قول المؤمن "لا إله إلا الله" تعبيرا عما يجده في قلبه من تعلق بربه تعالى، أي لا محبوب إلا الله، ولا مرهوب إلا الله، ولا يملأ عليه عمارة قلبه إلا قصد الله...”
إذا وصل إليك من ربك العطاء فليصله منك الشكر، وإذا وصل إليك منه البلاء فليصله منك الصبر، وإذا لم يصل إليك منه ما ترجو فلا يصل إليه منك ما يكره.
ما رأيت شيئاً يغذِّي العقل والروح ويحفظ الجسم ويضمن السعادة أكثر من إدامة النظر في كتاب الله.
الغيبة ضيافة الفساق كما قال بعض السلف، الضيافة هي ما يقدم للضيف، فالفساق يقدم بعضهم لبعض في المجالس لحوم الناس ليأكلوها بدل المشروبات والأطعمة.
"ففروا إلى الله" تخيل مشهد الشارد من مخاوفه وآلامه وكروبه استحضر صورة الهارب من أحزانه وويلاته أقبل بروح شاردة من كل العالم: إلى ربها
"لا تحزن إن الله معنا" قد لا يكون معك أحد ولو خذلك كل أحد ولو تخلى جسدك وصحتك وقوتك عنك لا تحزن. الله معك.
في الحديث "ادعوا الله وأنتم (موقنون بالإجابة)" هل تعرف معنى اليقين. تدعو كأنك تلمس الإجابة بيدك اليقين: ألا يخطر ببالك قط أن الله يردك.
إذا مررت بالقصور و سمعت في داخلك صوت "ياليت لنا مثل....." فأسكته بنداء "ثواب الله خير...."
"فالذين (عند) ربك يسبحون له (بالليل) والنهار" تأمل كيف قدم الليل في فضل التسابيح. سبحان الله وبحمده
ادخل بوابة الدعاء ذليلًا فقيرًا منكسرًا، لا دخولَ من يطالب بحقه ويمنُّ على ربه، ثم يعود جزِعًا أنه لم يستجب له!
النيَّة رزقٌ عزيز..فاللهم نيةً تُرضيك وسريرةً بيضاء خالصةً من الأثرة والرياء والضغائن..
وقال له: يا بُنيّ! أُعيذُك بالله أن يكون متنفس أحزانك جدار الفيس وآذان الضعفاء وثرثرة المحادثات! بوابة النور سجدةٌ في خلوة، وضراعة في خُفْية بين يدي الرحيم الودود، الذي يحب العفو والجود.
المرض هدم لسور الغفلة الذي يحجب عنك مطالعة حقيقةِ نفسك؛ فقرًا وضعفًا ومسكنةً، كما أنَّ الموتَ هدمٌ لسور الدنيا لتطالع الحقيقة الكبرى!
وإنَّ مرضًا يُحوجك إلى أرحم الراحمين=لعافيةٌ تستوجب الحمد والثناء على الكريم الجميل.
إنما يعسر ترْكُ المعصية إذا كان تركها بغير الله أو لغير الله تبارك وتعالى، ولا يخذل الكريم الجميل من استعان به.
مغرورٌ جدًّا ذلك الذي إذا أنعم الله عليه =بحثَ في أسباب عمله، لا في مِنَنِ الله عليه..مسكين!
النفس في حاجةٍٍ إلى الوقاية من سَكْرةِ الثناء، كحاجتها إلى الخلاص من أذى السب وآثاره، أو أشدّ.
والعاقل لا يُخدع عن آفات نفسه وعللها ببريق الثناء وإن تتابع!
كل موصولٍ بالوحي مرتفعٌ ولا بُدَّ." إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا ويضع به آخرين".
من ذاق نور الأذكار والدعوات النبوية=لن يكون في قلبه التفاتٌ إلى غيرها من الأدعية ولو كُسِيٓتْ من البلاغة والفصاحة أفخر رداء!
عجِّل إلى الصلاة، ولا تتعجل فيها..فالتعجُّل لا يليق بذلة الفقير، ولا بشوق المحب !
عَوِّدِ النفسَ أن يكون مفتاحُ حلِّ أي مشكلة البدءَ بالصلاة، ستجد فَرجًا كبيرًا وفرَحا غامرًا.
احتاج فهرول إلى ربه! خاف ففزع إلى ربه! أذنب ففرَّ إلى ربه! اشتاق فسعى إلى ربه! اهتمَّ فأطرق بين يدي ربه! وما وجده في كل هذا إلا كريمًا رحيمًا!
قال الشافعي في ذم الدنيا والتمسك بها: وما هي إلا جيفة مستحيلة عليها كلاب همهن اجتذابها فإن تجتنبها كنت سلما لأهلها وان تجتذبها نازعتك كلابها.
قال الشافعي رحمه الله: التواضع من أخلاق الكرام، والتكبر من شيم اللئام، التواضع يورث المحبة، والقناعة تورث الراحة.
سُئل الإمام الشافعيُّ رحمه الله تعالى عن مسألةٍ فسكتَ، فقيل: ألا تجيب؟ فقال: حتى أدري؛ الفضل في سكوتي أو في الجواب.
قال الشافعي رحمه الله: ما فزعت من الفقر قط، طلب فضول الدنيا عقوبة، عاقب بها الله أهل التوحيد.
قال الشافعي رحمه الله: رضا الناس غاية لا تدرك، وليس إلى السلامة منهم سبيل، فعليك بما ينفعك فالزمه.
قال الشافعي رحمه الله: الخير في خمسة: غنى النفس، وكف الأذى، وكسب الحلال، والتقوى، والثقة بالله.
قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: عزيز عليّ أن تذيب الدنيا أكباد رجال وعت صدورهم القرآن.
قيل لسهل: أى شىء أشد على النفس؟ قال: " الإخلاص، إذ ليس لها فيه نصيب ".
عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال: " أفضل الأعمال أداءُ ما افترض الله تعالى، والورعُ عما حرّم الله، وصدقٌ النية فيما عند الله تعالى ".
يقول ابن حجر -رحمه الله-: "كل داع يستجاب له، لكن تتنوع الإجابة، فتارة تقع بعين ما دعا به، وتارةً بعِوضه".
جعل الله تعالى لبعض خلقه يوم القيامة عقوبة عظيمةً= أنه لا يكلمهم، والعياذ بالله..وبعضهم بين يديه كلامه المجيد ولا يُقبل عليه الليالي والأيام بل والشهور والسنين!
ليت لنا مع إخواننا المسلمين= بعضَ لهفة النبي صلى الله عليه وسلم على هداية الكافرين!
ليتنا نرحمهم ولا ننسى أننا مثلهم نعصي الله، وإن تلونت مسالكنا!
يتنامى تدبُّر القرآن في شِعاب الروح=إذا كان الناظر فيه يفتش عن قلبه، لا عن نهاية السورة.
من أتقن التدبر أحسن التدبير، ولذا سبق السلف سبقًا بعيدًا حضارةً في الدنيا وعمارةً للآخرة، وقَعَد مَن بعدهم ممن أُصِيبَ بمحنة هجر القرآن!
لا أنفع للفقير من الاستغناء بربه الغني، والتخفف من كدر الخُلطة الموهنةِ لسير القلب إلى العرش ونظره إلى الأعلى.
عن هلال بن خباب، قال: قلت لسعيد ابن جبير: ما علامة هلاك الناس قال: إذا ذهب أو هلك علماؤهم.
عن سعيد بن جبير، يقول: ما زال البلاء بأصحابي حتى رأيت أن ليس لله في حاجة، حتى نزل بي البلاء.
عن عبد العزيز ابن عمر بن عبد العزيز قال: قال لي أبي: يا بني إذا سمعت كلمة من امرىء مسلم فلا تحملها على شيء من الشر ما وجدت لها محملاً من الخير.
عن سفيان الثوري قال: الأعمال السيئة داء، والعلماء دواء، فإذا فسد العلماء فمن يشفي الداء؟.
عن سفيان الثوري يقول: ليس طلب العلم فلان عن فلان، إنما طلب العلم الخشية لله عز وجل.
عن سفيان الثوري قال: إذا رأيت القارئ يلوذ بباب السلطان فاعلم أنه لص، فإذا رأيته يلوذ بالأغنياء فاعلم أنه مرائي.
عن سفيان الثوري قال: لا يستقيم قول إلا بعمل، ولا يستقيم قول وعمل إلا بنية، ولا يستقيم قول وعمل ونية إلا بموافقة السنة.
عن سفيان الثوري قال: إذا أحببت الرجل في الله ثم أحدث حدثاً في الإسلام فلم تبغضه عليه فلم تحبه في الله.
عن سفيان الثوري قال: ما عالجت شيئاً قط أشد على من نفسي، مرة علي ومرة لي.
عن سفيان بن عيينة يقول: لم يعط العباد أفضل من الصبر، به دخلوا الجنة.
عن سفيان بن عيينة يقول: كان يقال: اسلكوا سبل الحق ولا تستوحشوا من قلة أهلها.
عن الفضيل بن عياض قال: لن يتقرب العباد إلى الله بشيء أفضل من الفرائض، الفرائض رءوس الأموال والنوافل الأرباح.
عن الفضيل بن عياض قال: يكون شغلك في نفسك ولا يكون شغلك في غيرك، فمن كان شغله في غيره فقد مكر به
عن الفضيل ابن عياض أن رجلاً سأله فقال: يا أبا علي متى يبلغ الرجل غايته من حب الله تعالى؟ فقال له الفضيل: إذا كان عطاؤه ومنعه إياك عندك سواء، فقد بلغت الغاية من حبه.
عن الفضيل بن عياض قال: لا يبلغ العبد حقيقة الإيمان حتى يعد البلاء نعمة والرخاء مصيبة وحتى لا يبالي من أكل الدنيا، وحتى لا يحب أن يحمد على عبادة الله عز وجل.
عن الفضيل بن عياض قال: كفى بالله محباً وبالقرآن مؤنساً وبالموت واعظاً وبخشية الله علما وبالاغترار جهلا.
قال بعض الحكماء: إذا اشتبه عليك أمران، فانظر أقربهما من هواك فاجتنبه.
قال الحسن البصري رحمه الله تعالى: إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم، فكانوا يتدبرونها بالليل وينفذونها بالنهار.
قال الفضيل بن عياض: رهبة المرء من الله تعالى على قدر علمه بالله تعالى.
عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال: «لا تعمل شيئا من الخير رياء ولا تتركه حياء».
قال بعض البلغاء: من خير الاختيار صحبة الأخيار، ومن شر الاختيار مودة الأشرار.
قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: اُنْظُرْ إلَى الدُّنْيَا نَظَرَ الزَّاهِدِ الْمُفَارِقِ لَهَا، وَلاَ تَتَأَمَّلْهَا تَأَمُّلَ الْعَاشِقِ الْوَامِقِ بِهَا.
قَالَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ: مَثَلُ الدُّنْيَا والآخرة مَثَلُ ضَرَّتَيْنِ إنْ أَرْضَيْت إحْدَاهُمَا أَسْخَطْت الأخْرَى.
قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: الدُّنْيَا إمَّا نِقْمَةٌ نَازِلَةٌ، وَإِمَّا نِعْمَةٌ زَائِلَةٌ.
قَالَ بَعْضُ الصُّالحين : إنَّ بَقَاءَك إلَى فَنَاءٍ، وَفَنَاءَك إلَى بَقَاءٍ، فَخُذْ مِنْ فَنَائِك الَّذِي لاَ يَبْقَى؛ لِبَقَائِك الَّذِي لاَ يَفْنَى.
قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: أَيُّ عَيْشٍ يَطِيبُ، وَلَيْسَ لِلْمَوْتِ طَبِيبٌ.
قال مالك بن دينار: "بقدرِ ما تحزن للدّنيا يخرج همّ الآخرة من قلبك، وبقدر ما تحزن للآخرة يخرج همّ الدنيا من قلبك.
قال يحيى بن معاذ: " كيف لا أحب دنيا قُدر لى فيها قوت أكتسب به حياة، أدرك به طاعة، أنال بها الجنة ".
قال الحسن: " نعمت الدار الدنيا كانت للمؤمن، وذلك أنه عمل قليلاً وأخذ زاده منها للجنة، وبئست الدار كانت للكافر والمنافق، وذلك أنه ضيع لياليه وكان زاده منها إلى النار ".
قال عون بن عبد الله: " الدنيا والآخرة فى القلب ككفتى الميزان ما ترجح إحداهما تخف الأخرى ".
قال رجل للتابعين: " لأنتم أكثر عملاً من أصحاب رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولكنهم كانوا خيراً منكم، كانوا أزهد فى الدنيا ".
قال يونس بن عبد الأعلى: " ما شبهت الدنيا إلا كرجل نام فرأى فى منامه ما يكره وما يحب، فبينما هو كذلك انتبه ".
من الأسباب الجالبة للمحبة الموجبة لها : دوام ذكره على كل حال باللسان والقلب والعمل والحال، فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه من هذا الذكر.
من الأسباب الجالبة للمحبة الموجبة لها : إيثار محابّه على محابّك عند غلبات الهوى والتسنم إلى محابه وإن صعب المرتقى.
من الأسباب الجالبة للمحبة الموجبة لها : مشاهدة بره وإحسانه وآلائه ونعمه الباطنة والظاهرة فإنها داعية إلى محبته.
من علامات محبة الرب جل وعلا: أن يكون محبًّا لكلام الله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولأهل الإيمان.
من علامات محبة الرب جل وعلا: أن يكون أنسه بالخلوة ومناجاة الله تعالى وتلاوة كتابه؛ فيواظب على التهجد، ويغتنم هدوء الليل، وصفاء الوقت بانقطاع العوائق فأقل درجات الحب التلذذ بالخلوة بالحبيب، والتنعم بمناجاته.
من علامات محبة الرب جل وعلا: : أن يكون شفيقًا على المسلمين رحيمًا بهم شديدًا على أعدائه كما قال تعالى: ﴿أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾ [الفتح: 29]، ولا تأخذه في الله لومة لائم .
قال علي رضي الله عنه:" الصِّبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، ولا إيمان لمن لا صبر له" .
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:" إن الخير كُلُّه في الرِّضا، فإن استطعت أن ترضى وإلَّا فاصبر" .
قال ابن القيم : " ثمرة الرِّضا الفرح والسرور بالرَّب تبارك وتعالى " .
قال حذيفة:" إن الله لم يخلق شيئًا قط إلا صغيرًا ثُمَّ يَكْبُر إلا المُصيبة فإنه خلقها كبيرة ثم تصغر" .
قال الحسن البصري : «من لا يرى لله عليه نعمة إلا في مطعم أو مشرب أو لباس، فقد قصر علمه، وحضر عذابه !».
قال ابن القيم : «يقال : الشكر على الشكر أتمُّ من الشكر؛ وذلك بأن ترى شكرك بتوفيقه، وذلك التوفيق من أجلِّ النِّعم عليك؛ تشكر على النعم، ثم تشكره على الشكر».
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنَّ الله ليرضى عن العبد أن يأكلَ الأكلَة فيحمده عليها، أو يشرب الشَرْبَة فيحمدَهُ عليها» [رواه مسلم].
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «الطاعم الشاكر؛ له مثل أجر الصائم الصابر» [رواه أحمد والترمذي وابن ماجه والدارمي/ صحيح ابن ماجه للألباني: 1440].
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من أصبح منكم آمنًا في سريه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنَّما حيزَتْ له الدنيا بحذافيرها !» [رواه البخاري في الأدب المفرد، والترمذي وابن ماجه وغيرهم/ صحيح الجامع: 6042].
عن مكحول : «أنه سئل عن قوله تعالى : " ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ " قال : بارد الشراب، وظل المساكن، وشِبْع البطون، واعتدال الخَلْقِ، ولذَّة النَّوم».
قال يونس بن عبيد : «قال رجل لأبي تميمة : كيف أصبحت ؟ قال : أصبحت بين نعمتين لا أدري أيتهما أفصل ! ذنوب سترها الله فلا يستطيع أن يُعيِّرني بها أحد، ومودَّة قذفها الله في قلوب العباد لا يبلغها عملي ؟!».
عن محمد بن كعب القرظي أنه قال : «الشكر : العمل، لقوله تعالى : " اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا " يعني : اعملوا عملاً تؤدون به شكرًا».
قال الحسن البصري : «إن الله ليمتع بالنعمة ما شاء، فإذا لم يُشكر عليها؛ قلبها عذابًا! ولهذا كانوا يسمون الشكر الحافظ؛ لأنه يحفظ النعم الموجودة، والجالب؛ لأنه يجلب النعم المفقودة».
من شكر النعمة التحدث بها؛ وفي ذلك لفت للسامع إلى نعم الله تعالى.. قال النبي صلى الله عليه وسلم : «التحدُّث بنعمة الله شكر، وتركها كفر، ومن لا يشكر القليل؛ لا يشكر الكثير، ومن لا يشكر الناس؛ لا يشكر الله، والجماعة بركة، والفرقة عذاب» [رواه البيهقي في الشعب/ صحيح الجامع: 3014].
إن شكر النعمة مربوط بالزيادة؛ فمن شكر الله تعالى على نعمه؛ زاده.. والزيادة من الله تعالى؛ زيادة من الغني.. مالك كل شيء! , قال الله تعالى : " وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ " [إبراهيم : 7].
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء في الرخاء» [رواه الترمذي والحاكم/ صحيح الجامع: 629].
قال الإمام ابن رجب (رحمه الله): فأكل الحلال وشربه ولبسه والتغذي به سبب موجب لإجابة الدعاء.
قال بعض السلف: لا تستبطئ الإجابة وقد سددت طرقها بالمعاصي!
أخي: التذلل والخضوع والافتقار إلي الله أثناء الدعاء له مفعول عجيب في إجابة الدعاء! قال بعضهم: ادع بلسان الذلة والافتقار لا بلسان الفصاحة والانطلاق! .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحبُّ إليَّ مما طلعت عليه الشمس»(رواه مسلم) .
كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول: «لأن أُسبِّح الله تعالى تسبيحات أحبُّ إليَّ من أن أُنفق عددهنّ دنانير في سبيل الله عزَّ وجل!».
قال عبيد بن عمير: «تسبيحة بحمد الله في صحيفة مؤمن خير له من جبال الدنيا تجري معه ذهبًا».
قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: «ذهب الذاكرون الله بالخير كلِّه».
قال يحيى بن معاذ رحمه الله: «يا غفول يا جهول! لو سمعت صرير الأقلام في اللوح المحفوظ وهي تكتب اسمك عند ذكرك لمولاك؛ لمتَّ شوفًا إلى مولاك».
قال مالك بن دينار: «ما تنعَّم المتنعمون بمثل ذكر الله تعالى!».
قال ذو النون: «ما طابت الدنيا إلاَّ بذكره، ولا طابت الآخرة إلاَّ بعفوه!».
قال فتح الموصلي: «المحبُّ لا يجد مع حبِّ الله للدنيا لذَّة، ولا يغفل عن ذكر الله طرفة عين!».
قال ابن القيم:"إنَّ في القلب قسوةً لا يُذيبها إلا ذكر الله تعالى".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «الذِّكر للقلب مثل الماء للسمك، فكيف حال السمك إذا فارق الماء؟!».
قال كعب بن مالك رضي الله عنه: «من أكثر ذكر الله برئ من النفاق».
قال عمرو مولى غفرة: «إذا انكشف الغطاء للناس يوم القيامة عن ثواب أعمالهم، لم يروا عملاً أفضل ثوابًا من الذِّكر، فيتحسَّر عند ذلك أقوام فيقولون: ما كان شيءٌ أيسر علينا من الذِّكر».
قال ابن القيم: «على قدر غفلة العبد عن الذِّكر يكون بُعده عن الله».
قال ابن القيم: «إنَّ الغافل بينه وبين الله عزَّ وجل وحشة، لا تزول إلاَّ بالذِّكر».
قال سلمان الفارسي رضي الله عنه: «ثلاث أعجبتني حتى أضحكتني: مؤمل الدنيا والموت يطلبه! وغافل ليس يُغفل عنه! وضاحك ملء فيه ولا يدري أساخطٌ ربُّ العالمين عليه أم راضٍ»!.
من فضائل الذِّكر :يزيل الهم والغم عن القلب.
من فضائل الذِّكر : مجالس الذِّكر مجالس الملائكة، ومجالس اللغو مجالس الشيطان.
من فضائل الذِّكر : الذِّكر نور للذاكر في الدنيا، ونور له في قبره، ونور له في معاده.
من فضائل الذِّكر : يفتح باب الدخول إلى الله تعالى، فإذا فُتح الباب ووجد الذاكر ربه، فقد وجد كل شيء.
من فضائل الذِّكر : الذِّكر يوجب صلاة الله تعالى وملائكته على الذاكر.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ أَحَبَّ أن يُبْسَطَ له في رزقه ويُنسأ له في أَثَره فليصل رحمه». صحيح البخاري .