باب تحريم الغيبة
باب تحريم الغيبة والأمر بحفظ اللسان
تطريز رياض الصالحين
عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: قلت: يا رسول الله أي المسلمين أفضل؟ قال: «من سلم المسلمون من لسانه ويده». متفق عليه.
----------------
هذا الحديث: أن من سلم المسلمون من أذاه، أنه من أفضلهم، وخص اللسان واليد بالذكر، لغلبة صدور الأمر عنهما، فالقول باللسان، والفعل باليد.
باب تحريم الغيبة والأمر بحفظ اللسان
تطريز رياض الصالحين
عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها إلى النار أبعد مما بين المشرق والمغرب». متفق عليه.
----------------
ومعنى: «يتبين» يتفكر أنها خير أم لا. في هذا الحديث: أنه ينبغي للإنسان أن لا يكثر الكلام، وأن لا يتكلم إلا فيما يعنيه، وأن يحترز من الكلام حين الغضب؛ لأنه يتكلم عند الغضب بما يضره في دينه ودنياه. وفي حديث أبي ذر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يروي عن صحف إبراهيم عليه السلام: «وعلى العاقل أن يكون بصيرا بزمانه، مقبلا على شأنه، حافظا للسانه ومن حسب كلامه من عمله، قل كلامه إلا فيما يعنيه».
باب تحريم الغيبة والأمر بحفظ اللسان
تطريز رياض الصالحين
عن أبي هريرة - رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم». رواه البخاري.
----------------
قوله: «ما يلقى لها بالا»، أي، لا يصغى إليها، ولا يجعل قلبه نحوها.
باب تحريم الغيبة والأمر بحفظ اللسان
تطريز رياض الصالحين
عن أبي عبد الرحمن بلال بن الحارث المزني - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه». رواه مالك في الموطأ، والترمذي، وقال:... (حديث حسن صحيح).
----------------
قال ابن عبد البر: لا أعلم خلافا في قوله - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث: «إن الرجل ليتكلم بالكلمة». إنها الكلمة عند السلطان الجائر الظالم يرضيه بها فيسخط الله عز وجل، ويزين له باطلا يريده من إراقة دم، أو ظلم مسلم ونحوه مما ينحط به في حبل هواه، فيبعد من الله وينال سخطه، وكذا الكلمة التي يرضى بها الله عز وجل عند السلطان ليصرفه عن هواه، ويكفه عن معصيته التي يريدها يبلغ بها أيضا رضوانا من الله لا يحتبسه.
باب تحريم الغيبة والأمر بحفظ اللسان
تطريز رياض الصالحين
عن سفيان بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: قلت: يا رسول الله حدثني بأمر أعتصم به قال: «قل: ربي الله ثم استقم» قلت: يا رسول الله، ما أخوف ما تخاف علي؟ فأخذ بلسان نفسه، ثم قال: «هذا». رواه الترمذي، وقال: (حديث حسن صحيح).
----------------
الاستقامة: هي امتثال الأومر واجتناب المناهي. والحديث مقتبس من مشكاة قوله تعالى: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} [فصلت (30)]. وفيه: أن أعظم ما يهلك الإنسان لسانه. قال العاقولي: أسند الخوف إلى اللسان لأنه زمام الإنسان.
باب تحريم الغيبة والأمر بحفظ اللسان
تطريز رياض الصالحين
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله؛ فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله تعالى قسوة للقلب! وإن أبعد الناس من الله تعالى القلب القاسي». رواه الترمذي. والحديث ضعفه الشيخ الألباني.
----------------
الذكر: هو الثناء على الله تعالى، ودعاؤه، و (أشرف الذكر): القرآن. وقسوة القلب: غلظة وعدم تأثره بالمواعظ، فلا يأتمر بخير ولا ينزجر عن شر.
باب تحريم الغيبة والأمر بحفظ اللسان
تطريز رياض الصالحين
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من وقاه الله شر ما بين لحييه، وشر ما بين رجليه دخل الجنة». رواه الترمذي، وقال: (حديث حسن صحيح).
----------------
أي: من حبس لسانه عن الشر، وأجراه في الخير، وحفظ فرجه عن الحرام دخل الجنة.
باب تحريم الغيبة والأمر بحفظ اللسان
تطريز رياض الصالحين
عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: قلت: يا رسول الله ما النجاة؟ قال: «أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك». رواه الترمذي، وقال: (حديث حسن).
----------------
قيل: هذا الجواب من أسلوب الحكيم، فإن السؤال عن حقيقة النجاة والجواب بسببها لأنه أهم.
باب تحريم الغيبة والأمر بحفظ اللسان
تطريز رياض الصالحين
عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا أصبح ابن آدم، فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان، تقول: اتق الله فينا، فإنما نحن بك؛ فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا». رواه الترمذي.
----------------
معنى: «تكفر اللسان»: أي تذل وتخضع له. قوله: «فإنما نحن بك»، أي: مجازون بما يصدر عنك. قال الطيبي: الجمع بين هذا الحديث وحديث: «إن في الجسد مضغة». أن اللسان خليفة القلب وترجمانه، وأن الإنسان عبارة عن القلب واللسان، والمرء بأصغريه.