لكل شيء ثمرة و ثمرة الصلاة الإقبال على الله
فصل
أسرار الصَّلاة للإمَام العلامَة ابن قيِّم الجَوزيَّة
و كما أن الصوم ثمرته تطهير النفس، و ثمرة الزكاة تطهير المال، و ثمرة الحج وجوب المغفرة، و ثمرة الجهاد تسليم النفس إليه، التي اشتراها سبحانه من العباد، و جعل الجنة ثمنها ؛ فالصلاة ثمرتها الإقبال على الله، و إقبال الله سبحانه على العبد، و في الإقبال على الله في الصلاة جميع ما ذكر من ثمرات الأعمال و جميع ثمرات الأعمال في الإقبال على الله فيها. و لهذا لم يقل النبي صلى الله عليه و سلم: جعلت قرة عيني في الصوم، و لا في الحج و العمرة، و لا في شيء من هذه الأعمال و إنما قال: " و جعلت قرة عيني في الصلاة ". و تأمل قوله: " و جعلت قرة عيني في الصلاة " و لم يقل: " بالصلاة "، إعلاماً منه بأن عينه لا تقر إلا بدخوله كما تقر عين المحب بملابسته لمحبوبه و تقر عين الخائف بدخول في محل أنسه و أمنه، فقرة العين بالدخول في الشيء أم و أكمل مِت قرة العين به قبل الدخول فيه، و لما جاء إلى راحة القلب من تعبه و نصبه قال: " يا بلال أرحنا بالصلاة ".