معنى الشهادتين في التحيات
فصل
أسرار الصَّلاة للإمَام العلامَة ابن قيِّم الجَوزيَّة
ثم شرع له أن يشهد شهادة الحق التي بنيت عليها الصلاة، و الصلاة حق من حقوقها، و لا تنفعه إلا بقرينتها و هي الشهادة للرسول صلى الله عليه و سلم بالرسالة، و ختمت بها الصلاة كما قال عبد الله بن مسعود: " فإذا قلت ذلك فقد قضيت صلاتك، فإن شئت فقم و إن شئت فاجلس ". و هذا إما أن يحمل على انقضائها إذا فرغ منه حقيقة، كما يقوله الكوفيون، او على مقاربة انقضائها و مشارفته، كما يقول أهل الحجاز و غيرهم، و على التقديرين فجعلت شهادة الحق خاتمة الصلاة. كما شرع أن تكون هي خاتمة الحياة. " فمن كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة ". و كذلك شرع للمتوضئ أن يختتم وضوءه بالشهادتين، ثم لما قضى صلاته أذن له أن يسأل حاجته.