عبودية التأمين و رفع اليدين
فصل
أسرار الصلاة للإمام العلامة ابن قيم الجوزية
و شرع له التأمين في آخر هذا الدعاء تفاؤلاً بإجابته، و حصوله، و طابعاً عليه، و تحقيقاً له، و لهذا اشتد حسدُ اليهود للمسلمين عليه حين سمعُوهم يجهرون به في صلاتهم. ثم شرع له رفع اليدين عند الركوع تعظيما لأمر الله، و زينةً للصلاة، و عبودية خاصةً لليدين كعبودية باقي الجوارح، و اتباعاً لسنَّة رسول الله صلى الله عليه و سلم فهو حليةُ الصلاة، و زينتها و تعظيمٌ لشعائرها. ثم شرع له التكبير الذي هو في انتقالات الصلاة من رُكن إلى ركن، كالتلبية في انتقالات الحاجِّ، من مشعر إلى مشعر، فهو شعار الصلاة، كما أن التلبية شعار الحج،(مميز ليعلم أن سر الصلاة هو تعظيم الرب تعالى و تكبيره بعبادته وحده.)