فصل
فصل
يسنّ لكل مَن قرأ في الصلاة أو غيرها إذا مرّ بآية رحمة أن يسأل اللّه تعالى من فضله، وإذا مرّ بآية عذاب أن يستعيذ به من النار أو من العذاب أو من الشرّ أو من المكروه، أو يقول: اللهمّ إني أسألك العافية أو نحو ذلك؛ وإذا مرّ بآية تنزيه للّه سبحانه وتعالى نزَّهَ فقال: سبحانه وتعالى، أو: تبارك اللّه ربّ العالمين، أو: جلَّت عظمة ربنا، أو نحو ذلك.
1/104 روينا عن حذيفة بن اليمان رضي اللّه عنه قال:
صَلَّيْتُ مع النبيّ صلى اللّه عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المئة، ثم مضى فقلت: يصلي بها في ركعة، فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، ثم افتتح النساء فقرأها، يقرأ مترسّلاً إذا مرّ بآية فيها تسبيح سبَّحَ، وإذا مرّ بسؤال سأل، وإذا مرّ بتعوّذ تعوّذ " . رواه مسلم في صحيحه.
قال أصحابنا: يستحبّ هذا التسبيح والسؤال والاستعاذة للقارىء في الصلاة وغيرها وللإِمام والمأموم والمنفرد، لأنه دعاء فاستووا فيه كالتأمين. ويستحبّ لكل من قرأ: {ألَيْسَ اللَّهُ بأحْكَمِ الحاكِمِينَ} التين:8 أن يقول: بلى وأنا على ذلك من الشاهدين؛ وإذا قرأ: {أَلَيْسَ ذلكَ بِقادِرٍ على أنْ يُحْيِيَ المَوْتَى} القيامة:40 قال: بلى أشهد؛ وإذا قرأ: {فَبِأيّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يؤْمِنُونَ} الأعراف:185 قال: آمنت باللّه؛ وإذا قرأ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى} الأعلى:1 قال: سبحان ربي الأعلى، ويقول هذا كله في الصلاة وغيرها، " .