لا يسأل بوجه الله إلا الجنة
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
عن جابر قال : قال رسول الله : ( لا يُسأل بوجه الله إلا الجنة ) . رواه أبو داود ( 1671 )
----------------
( لا يُسأل بوجه الله إلا الجنة ) اختلف في المراد بذلك : على قولين : القول الأول : أنك إذا سألت الله ، فإذا سألت الجنة وما يستلزم دخولها ، فلا حرج أن تسأل بوجه الله ، وإن سألت شيئاً من أمور الدنيا فلا تسأل بوجه الله ، فإن وجه الله أعظم من أن يسأل به لشيء من أمور الدنيا . كأن تقول : اللهم إني أسألك بوجهك الكريم أن تدخلني الجنة . القول الثاني : قيل المراد : لا تسألوا من الناس شيئاً بوجه الله . كأن تقول : أعطني شيئاً بوجه الله ، فإن الله أعظم من أن يسأل به شيء من الحطام . قال الشيخ سلمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب : ”قلت : والظاهر أن كر المعنيين صحيح “ . قال الحافظ العراقي : ” وذكر الجنة إنما هو للتنبيه به على الأمور العظام لا للتخصيص ، فلا يسأل بوجهه في الأمور الدنيئة بخلاف الأمور العظيمة تحصيلاً أو دفعاً “ . قال الشيخ سلمان بن عبد الله : ” والظاهر أن المراد لا يسأل بوجه إلا الجنة أو ما هو وسيلة إليها ، كالاستعاذة بوجه الله من غضبه ومن النار ونحو ذلك مما هو وارد في أدعيته صلى الله عليه وسلم وتعوذاته ، ولما نزل قول الله تعالى : ﴿ قل إن الله قادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم ﴾ قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أعوذ بوجهك ) ﴿ أو من تحت أرجلكم ﴾ قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أعوذ بوجهك