باب النهي عن صمت يوم إلى الليل
باب النهي عن صمت يوم إلى الليل
تطريز رياض الصالحين
عن علي - رضي الله عنه - قال: حفظت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يتم بعد احتلام، ولا صمات يوم إلى الليل». رواه أبو داود بإسناد حسن.
----------------
قال الخطابي في تفسير هذا الحديث: كان من نسك الجاهلية الصمات. فنهوا في الإسلام عن ذلك وأمروا بالذكر والحديث بالخير.
باب النهي عن صمت يوم إلى الليل
تطريز رياض الصالحين
عن قيس بن أبي حازم، قال: دخل أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - على امرأة من أحمس يقال لها: زينب، فرآها لا تتكلم. فقال: ما لها لا تتكلم؟ فقالوا: حجت مصمتة، فقال لها: تكلمي، فإن هذا لا يحل، هذا من عمل الجاهلية، فتكلمت. رواه البخاري.
----------------
قال ابن قدامة في (المغني): (ليس من شريعة الإسلام الصمت عن الكلام، وظاهر الأخبار تحريمه واحتج بحديث أبي بكر وحديث علي، وإن نذر ذلك لم يلزمه الوفاء به). وبهذا قال الشافعي وأصحاب الرأي ولا نعلم فيه مخالفا انتهى. قال الشيخ أبو إسحاق في (التنبيه): ويكره صمت يوم إلى الليل. قال في (الفتح): والأحاديث الواردة في فضل الصمت لا تعارض ما جزم به في (التنبيه) من الكراهة لاختلاف المقاصد في ذلك. والصمت المرغب فيه: ترك الكلام في الباطل، وكذا المباح إن جر إلى شيء من ذلك. والصمت المنهي عنه: ترك الكلام في الحق لمن يستطيعه، وكذا المباح المستوعب الطرفين.