باب النهي عن سب الريح
باب النهي عن سب الريح
تطريز رياض الصالحين
عن أبي المنذر أبي بن كعب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تسبوا الريح، فإذا رأيتم ما تكرهون، فقولوا: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت به. ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به». رواه الترمذي، وقال: (حديث حسن صحيح).
----------------
في هذا الحديث: النهي عن سب الريح؛ لأنها مسخرة فيما خلقت له، واستحباب هذا الدعاء عند هبوبها.
باب النهي عن سب الريح
تطريز رياض الصالحين
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:... «الريح من روح الله، تأتي بالرحمة، وتأتي بالعذاب، فإذا رأيتموها فلا تسبوها، وسلوا الله خيرها، واستعيذوا بالله من شرها». رواه أبو داود بإسناد حسن.
----------------
قوله - صلى الله عليه وسلم -: «من روح الله» هو بفتح الراء: أي رحمته بعباده. فيه: النهي عن سب الريح لأنها مأمورة بما تجيء به من رحمة لمن أراد الله رحمته، أو عذاب لمن أراد الله عذابه.
باب النهي عن سب الريح
تطريز رياض الصالحين
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا عصفت الريح قال: «اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به». رواه مسلم.
----------------
قال البخاري: باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «نصرت بالصبا». وذكر حديث ابن عباس، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «نصرت بالصبا، وأهلكت عاد بالدبور». فائدة: الرياح أربع: الصبا: وهي حارة يابسة. والدبور: وهي باردة رطبة. والجنوب: وهي حارة رطبة. والشمال: وهي باردة يابسة، وهي ريح الجنة، وأي ريح هبت بين جهتين فهي النكباء. قال الحافظ: الصبا يقال لها: القبول؛ لأنها تقابل باب الكعبة، إذ مهبها من مشرق الشمس. وضدها الدبور وهي التي أهلكت بها قوم عاد. ومن لطيف المناسبة كون القبول نصرت أهل القبول، وكون الدبور أهلكت أهل الإدبار. ولما علم الله رأفة نبيه - صلى الله عليه وسلم - بقومه رجاء أن يسلموا سلط عليهم الصبا، فكانت سبب رحيلهم عن المسلمين لما أصابهم بسببها من الشدة، ومع ذلك فلم تهلك منهم أحدا، ولم تستأصلهم. انتهى ملخصا.