باب النهي عن الحلف بمخلوق كالنبي
باب النهي عن الحلف بمخلوق كالنبي
تطريز رياض الصالحين
عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الله تعالى ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، فمن كان حالفا، فليحلف بالله، أو ليصمت». متفق عليه.
----------------
وفي رواية في الصحيح: «فمن كان حالفا فلا يحلف إلا بالله، أو ليسكت». قال ابن عبد البر: لا يجوز الحلف بغير الله بالإجماع. وعن عكرمة قال: قال عمر: حدثت قوما حدثيا، فقلت: لا وأبي. فقال رجل من خلفي: «لا تحلفوا بآبائكم». فالتفت فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لو أن أحدكم حلف بالمسيح هلك، والمسيح خير من آبائكم». رواه ابن أبي شيبة. قال العلماء: السر في النهي عن الحلف بغير الله، أن الحلف بالشيء يقتضي تعظيمه، والعظمة في الحقيقة إنما هي لله وحده.
باب النهي عن الحلف بمخلوق كالنبي
تطريز رياض الصالحين
عن عبد الرحمن بن سمرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تحلفوا بالطواغي، ولا بآبائكم». رواه مسلم.
----------------
«الطواغي»: جمع طاغية، وهي الأصنام. ومنه الحديث: «هذه طاغية دوس» أي: صنمهم ومعبودهم. وروي في غير مسلم:... «بالطواغيت» جمع طاغوت، وهو الشيطان والصنم. قال الحافظ: من حلف بغير الله مطلقا لم تنعقد يمينه، سواء كان المخلوف به يستحق التعظيم لمعنى غير العبادة، كالأنبياء والملائكة، والعلماء والصلحاء، والملوك، والآباء والكعبة. أو كان لا يستحق التعظيم كالآحاد. أو يستحق التحقير والإذلال كالشياطين، والأصنام، وسائر من عبد من دون الله.
باب النهي عن الحلف بمخلوق كالنبي
تطريز رياض الصالحين
عن بريدة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من حلف بالأمانة فليس منا». حديث صحيح، رواه أبو داود بإسناد صحيح.
----------------
قال الخطابي: سببه أن اليمين لا تنعقد إلا بالله تعالى، أو بصفاته، وليست منها الأمانة، وإنما هي أمر من أمره، وفرض من فروضه، فنهوا عنه لما يوهمه الحلف بها من مساواتها لأسماء الله وصفاته. وقال ابن رسلان: أراد بالأمانة الفرائض، أي: لا تحلفوا بالحج والصوم ونحوهما.
باب النهي عن الحلف بمخلوق كالنبي
تطريز رياض الصالحين
عن بريدة - رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من حلف فقال: إني بريء من الإسلام، فإن كان كاذبا، فهو كما قال، وإن كان صادقا، فلن يرجع إلى الإسلام سالما». رواه أبو داود.
----------------
في هذا الحديث: وعيد شديد وتهديد أكيد لمن حلف بملة غير الإسلام كاذبا أو صادقا.
باب النهي عن الحلف بمخلوق كالنبي
تطريز رياض الصالحين
عن ابن عمر رضي الله عنهما: أنه سمع رجلا يقول: لا والكعبة، قال ابن عمر: لا تحلف بغير الله، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من حلف بغير الله، فقد كفر أو أشرك». رواه الترمذي، وقال: (حديث حسن).
----------------
وفسر بعض العلماء قوله: «كفر أو أشرك» على التغليظ، كما روي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «الرياء شرك». الرياء والحلف بغير الله من الشرك الأصغر الذي لا يخرج عن الإسلام. وفي الحديث: الزجر عن الحلف بغير الله عز وجل، لا نبي ولا غيره، وما ورد في القرآن من القسم بغير الله فذلك يختص بالله عز وجل. قال الشعبي: الخالق يقسم بما شاء من خلقه، والمخلوق لا يقسم إلا بالخالق. وأما قوله - صلى الله عليه وسلم -: «أفلح وأبيه إن صدق». فهذا اللفظ كان يجري على ألسنة العرب من غير أن يقصدوا به القسم. وقيل: يقع في كلامهم للتأكيد لا للتعظيم. قال الماوردي: لا يجوز لأحد أن يحلف أحدا بغير الله لا بطلاق، ولا عتاق، ولا نذر، وإذا حلف الحاكم أحدا بشيء من ذلك وجب عزله لجهله.