باب تحريم وصل الشعر والوشم
باب تحريم وصل الشعر والوشم
تطريز رياض الصالحين
قال تعالى: {إن يدعون من دونه إلا إناثا وإن يدعون إلا شيطانا مريدا * لعنه الله وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا * ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله} الآية [النساء (117، 119)].
----------------
قال قتادة: {فليبتكن آذان الأنعام}، يعني: تشقيقها، وجعله سمة وعلامة للبحيرة والسائبة والوصيلة. وقال عكرمة: فليغيرن خلق الله بالخصاء، والوشم، وقطع الآذان، حتى حرم بعضهم الخصاء، وجوزه بعضهم في البهائم؛ لأن فيه غرضا ظاهرا. وقال ابن عباس: خلق الله: دين الله. وعن عياض بن حمار قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «قال الله عز وجل: إني خلقت عبادي حنفاء، فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم». رواه مسلم.
باب تحريم وصل الشعر والوشم
تطريز رياض الصالحين
عن أسماء رضي الله عنها: أن امرأة سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله إن ابنتي أصابتها الحصبة، فتمرق شعرها، وإني زوجتها، أفأصل فيه؟ فقال: «لعن الله الواصلة والموصولة». متفق عليه.
----------------
وفي رواية: «الواصلة، والمستوصلة». قولها: «فتمرق» هو بالراء ومعناه: انتثر وسقط. «والواصلة»: التي تصل شعرها، أو شعر غيرها بشعر آخر. «والموصولة»: التي يوصل شعرها. «والمستوصلة»: التي تسأل من يفعل ذلك لها. وعن عائشة رضي الله عنها نحوه. متفق عليه. في هذا الحديث: أن وصل الشعر من الكبائر.
باب تحريم وصل الشعر والوشم
تطريز رياض الصالحين
عن حميد بن عبد الرحمن: أنه سمع معاوية - رضي الله عنه - عام حج على المنبر وتناول قصة من شعر كانت في يد حرسي فقال: يا أهل المدينة أين علماؤكم؟! سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - ينهى عن مثل هذه، ويقول: «إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذ هذه نساؤهم». متفق عليه.
----------------
في هذا الحديث: اعتناء الخلفاء وسائر ولاة الأمور بإنكار المنكر، وإشاعة إزالته، وتوبيخ من أهمل إنكاره ممن يتوجه عليه. وفيه: حسن التحذير، فإن السعيد من وعظ بغيره. وفيه: معاقبة العامة بظهور المنكر.
باب تحريم وصل الشعر والوشم
تطريز رياض الصالحين
عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات، والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله، فقالت له امرأة في ذلك فقال: وما لي لا ألعن من لعنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في كتاب الله؟ قال الله تعالى: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} [سورة الحشر (7)]. متفق عليه.
----------------
المتفلجة هي: التي تبرد من أسنانها ليتباعد بعضها من بعض قليلا، وتحسنها وهو الوشر. والنامصة: [هي] التي تأخذ من شعر حاجب غيرها، وترققه ليصير حسنا. والمتنمصة: التي تأمر من يفعل بها ذلك. فيه: أن هذه المذكورات من الكبائر. قال النووي: هذا الفعل حرام على الفاعلة وعلى المفعول بها، لهذه الأحاديث، ولأنه تغيير لخلق الله، ومحله إن فعلته للحسن. أما لو احتاجت إليه لعلاج أو عيب فلا بأس. قال البخاري في كتاب اللباس: باب وصل الشعر. وذكر حديث معاوية، وأبي هريرة، وعائشة، وأسماء، وابن عمر. قال الحافظ: قوله: وتناول قصة من شعر. القصة: الخصلة من الشعر. وفي رواية قتادة عند مسلم: نهى عن الزور. قال قتادة: يعني ما تكثر به النساء أشعارهن من الخرق. وهذا الحديث حجة للجمهور، ويؤيده حديث جابر: زجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تصل المرأة بشعرها شيئا آخر. أخرجه مسلم. وذهب الليث، ونقله أبو عبيدة عن كثير من الفقهاء: أن الممتنع من ذلك وصل الشعر بالشعر، وأما إذا وصلت شعرها بغير الشعر من خرقة وغيرها، فلا يدخل في النهي. وأخرج أبو داود بسند صحيح عن سعيد بن جبير قال: لا بأس بالقرامل. وبه قال أحمد. انتهى ملخصا.