الخــوف من الشــــرك
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
قول الله عـز وجـل: ﴿ إن الله لا يغفـر أن يشـرك بـه ويغفـر ما دون ذلك لمن يشـاء ﴾
----------------
﴿ لا يغفر أن يشرك به ﴾، أي لا يغفر لعبدٍ لقيه وهو مشرك به. ﴿ ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ﴾ أي من الذنوب لمن يشاء من عباده. المعنى الإجمالي للآية: يخبر الله عز وجل أنه لا يغفر لعبد لقيه وهو مشرك به ليحذرنا من الشرك وأنه يغفر ما دون الشرك من الذنوب. وهذا يوجب للعبد شدة الخوف من هذا الذنب الذي هذا شأنه عند الله
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
قال الخليل: ﴿ واجنبني وبني أن نعبد الأصنام ﴾
----------------
﴿ واجنبني وبنيَّ ﴾ أي اجعلني في جانب والأصنام في جانب. وإنما دعا إبراهيم بذلك، لأن كثيراً من الناس افتتنوا بها، كما قال تعالى: ﴿ رب إنهن أضللن كثيراً من الناس ﴾ فخاف من ذلك ودعا الله أن يعافيه وبنيه من عبادتها. ﴿ وبنيّ ﴾ قيل المراد / إسـماعيل وإسـحاق، وعلى هذا القـول استجاب الله دعاءه وجعل بنيه أنبياء، وجنبهم عبادة الأصنام. وقيل / ذريته وما توالد من صلبه، وهذا الراجــــح. واقتضت حكمته ألا تجاب دعوته في بعضهم، كما أن الرسول دعا أن لا يجعل بأس أمته بينهم فلم يجب الله دعوته ﴿ أن نعبد الأصنام ﴾ الأصنام: جمع صنم، وهو ما جُعل على صورة إنسان أو غيره يعبد من دون الله. والوثن: ما عبد من دون الله على أي شكل كان، وفي الحديث الشريف: (لا تجعل قبري وثناً يعبد). رواه مالك فالوثن أعم من الصنم. والمشركون كانوا أقسام، منهم من يعبد الأصنام، ومنهم من يعبد الأشجار والأحجار
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
عن ابن مسـعود أن النبي قال: " من مات وهـو يدعـو لله نـداً دخـل النـار ") [رواه البخاري
----------------
(النِّد): الشبيه، قال تعالى: ﴿ فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمـون ﴾، وقال تعالى: ﴿ وجعل لله أنداداً ليضل عن سبيله قل تمتع بكفرك قليلاً إنك من أصحاب النار ﴾. ومعنى اتخاذ الأنداد: تشـريك غير الله معه في العبـادة من الصالحين والأنبياء والأشـجار والأحجار.
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
عن جابر أن رسول الله قال: " من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به شيئاً دخل النار "). رواه مسلم
----------------
(من لقي الله) أي من مات. (لا يشرك به) أي لم يتخذ معه شريكاً. (شيئاً) أي شركاً قليلاً أو كثيراً. قال القرطبي: (أي لم يتخذ معه شريكاً في الإلهية، ولا في الحلف، ولا في العبادة، ومن المعلوم من الشرع المجمع عليه عند أهل السنة والجماعة، أن من مات على ذلك، فلا بد له من دخول الجنة، وإن جرت عليه قبل ذلك أنواعٌ من العذاب والمحنة، وأن من مات على الشرك لا يدخل الجنة ولا يناله من رحمة الله، ويخلد في النار أبد الآبدين من غير انقطاع عذاب، وهذا معلوم ضروري من الدين، مجمع عليه من المسلمين). قال النووي: (أما دخول المشرك إلى النار فهو على مجموعه، فيدخلها ويخلد فيها، ولا فرق بين الكتابي واليهودي والنصراني، وبين عبدة الأوثان وسائر الكفرة من المرتدين والمعطلين). ـ وأما دخول من مات غير مشرك الجنة فهو مقطوع له، لكن، إن لم يكن صاحب كبيرة ـ مات مصراً عليها ـ دخل الجنة أولاً، وإن كان صاحب كبيرة مات مصراً عليها، فهو تحت المشيئة فإن عفا عنه دخل الجنة أولاً، وإلا عذب ثم أخرج فيدخل الجنة.