الخــوف من الشــــرك
الخــوف من الشــــرك
شرح كتاب التوحيد للهيميد
عن جابر أن رسول الله قال: " من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به شيئاً دخل النار "). رواه مسلم
----------------
(من لقي الله) أي من مات. (لا يشرك به) أي لم يتخذ معه شريكاً. (شيئاً) أي شركاً قليلاً أو كثيراً. قال القرطبي: (أي لم يتخذ معه شريكاً في الإلهية، ولا في الحلف، ولا في العبادة، ومن المعلوم من الشرع المجمع عليه عند أهل السنة والجماعة، أن من مات على ذلك، فلا بد له من دخول الجنة، وإن جرت عليه قبل ذلك أنواعٌ من العذاب والمحنة، وأن من مات على الشرك لا يدخل الجنة ولا يناله من رحمة الله، ويخلد في النار أبد الآبدين من غير انقطاع عذاب، وهذا معلوم ضروري من الدين، مجمع عليه من المسلمين). قال النووي: (أما دخول المشرك إلى النار فهو على مجموعه، فيدخلها ويخلد فيها، ولا فرق بين الكتابي واليهودي والنصراني، وبين عبدة الأوثان وسائر الكفرة من المرتدين والمعطلين). ـ وأما دخول من مات غير مشرك الجنة فهو مقطوع له، لكن، إن لم يكن صاحب كبيرة ـ مات مصراً عليها ـ دخل الجنة أولاً، وإن كان صاحب كبيرة مات مصراً عليها، فهو تحت المشيئة فإن عفا عنه دخل الجنة أولاً، وإلا عذب ثم أخرج فيدخل الجنة.