باب تحريم الغدر
باب تحريم الغدر
تطريز رياض الصالحين
قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود} [المائدة (1) ] .
----------------
قال ابن عباس وغيره: يعني العهود. قال ابن جرير: والعهود ما كانوا يتعاقدون عليه من الحلف وغيره. وفي رواية عن ابن عباس: يعني ما أحل الله، وما حرم، وما فرض، وما حد في القرآن كله، ولا تغدروا، ولا تنكثوا. وقال زيد بن أسلم: أوفوا بالعقود هي ستة: عهد الله، وعقد الحلف، وعقد الشركة، وعقد البيع، وعقد النكاح، وعقد اليمين.
باب تحريم الغدر
تطريز رياض الصالحين
قال تعالى: {وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا} [الإسراء (34) ] .
----------------
قال ابن كثير: {أوفوا بالعهد} ، أي: الذي تعاهدون عليه الناس، والعقود التي تعاملون بها، فإن العهد والعقد كل منهما يسأل صاحبه عنه.
باب تحريم الغدر
تطريز رياض الصالحين
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر» . متفق عليه.
----------------
فيه: أن الغدر من صفات المنافقين، وكذا بقية الخصال.
باب تحريم الغدر
تطريز رياض الصالحين
عن ابن مسعود، وابن عمر، وأنس - رضي الله عنهم - قالوا: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لكل غادر لواء يوم القيامة، يقال: هذه غدرة فلان» . متفق عليه. ***
باب تحريم الغدر
تطريز رياض الصالحين
عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لكل غادر لواء عند أسته يوم القيامة يرفع له بقدر غدره، ألا ولا غادر أعظم غدرا من أمير عامة» . رواه مسلم.
----------------
نشر اللواء زيادة في فضيحة الغادر وشناعة أمره، وشهرته بذلك عند الخلق يوم القيامة. وفي هذه الأحاديث: بيان غلظ تحريم الغدر، ولاسيما من صاحب الولاية العامة؛ لأن غدره يتعدى ضرره إلى خلق كثير.
باب تحريم الغدر
تطريز رياض الصالحين
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا، فاستوفى منه، ولم يعطه أجره» . رواه البخاري.
----------------
قيل: الحكمة في كون الله تعالى خصمهم، أنهم جنوا على حقه سبحانه، وحق عباده.