باب جواز لعن أصحاب المعاصي غير المعينين
باب جواز لعن أصحاب المعاصي غير المعينين
تطريز رياض الصالحين
قال الله تعالى: {ألا لعنة الله على الظالمين} [هود (18)].
----------------
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:... «يدنو أحدكم من ربه حتى يضع كنفه عليه، فيقول: عملت كذا وكذا؟ فيقول: نعم، ويقول: عملت كذا وكذا فيقول: نعم. فيقرره، ثم يقول: إني سترت عليك في الدنيا فأنا أغفرها لك اليوم، ثم يعطي كتاب حسناته. وأما الكفار والمنافقون فيقول الأشهاد: {هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين} » [هود (18)]. رواه البخاري ومسلم.
باب جواز لعن أصحاب المعاصي غير المعينين
تطريز رياض الصالحين
قال تعالى: {فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين} [الأعراف (44)].
----------------
قال ابن كثير: أي أعلم معلم، ونادى مناد أن لعنة الله على الظالمين، أي: مستقرة عليهم. وثبت في الصحيح أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لعن الله الواصلة والمستوصلة» وأنه قال: «لعن الله آكل الربا» وأنه لعن المصورين، وأنه قال: «لعن الله من غير منار الأرض» أي حدودها، وأنه قال: «لعن الله السارق يسرق البيضة»، وأنه قال: «لعن الله من لعن والديه» و «لعن الله من ذبح لغير الله»، وأنه قال: «من أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين»، وأنه قال: «اللهم العن رعلا، وذكوان، وعصية: عصوا الله ورسوله» وهذه ثلاث قبائل من العرب. وأنه قال: «لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» وأنه «لعن المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال». وجميع هذه الألفاظ في الصحيح؛ بعضها في صحيحي البخاري ومسلم، وبعضها في أحدهما، وإنما قصدت الاختصار بالإشارة إليها، وسأذكر معظمها في أبوابها من هذا الكتاب، إن شاء الله تعالى. أي: وكل هذه الأحاديث تدل على جواز لعن أهل المعاصي على سبيل العموم.