باب ذكر الله تعالى قائما أو قاعدا ومضطجعا
باب ذكر الله تعالى قائما أو قاعدا ومضطجعا
تطريز رياض الصالحين
قال الله تعالى: {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم} [آل عمران (190، 191)].
----------------
يقول تعالى: {إن في خلق السماوات والأرض} هذه في ارتفاعها واتساعها، وهذه في انخفاضها وكثافتها، وما فيهما من الآيات العظيمة المشاهدة. {واختلاف الليل والنهار} أي: تعاقبهما وتقارضهما، الطول والقصر. {لآيات لأولي الألباب} أي: العقول الذكية. {الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم}، أي: في جميع أحوالهم. {ويتفكرون في خلق السماوات والأرض}، أي: ما فيهما من الحكم الدالة على عظمة الخالق، وقدرته، وتوحيده، وحكمته. وقال عمر بن عبد العزيز: الكلام بذكر الله عز وجل حسن، والفكرة في نعم الله أفضل العبادة.
باب ذكر الله تعالى قائما أو قاعدا ومضطجعا
تطريز رياض الصالحين
ن ابن عباس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا، فقضي بينهما ولد، لم يضره». متفق عليه.
----------------
قوله: «لم يضره». في رواية: «لم يضره الشيطان أبدا»، أي: لم يسلط عليه لأجل بركة التسمية، بل يكون من جملة العباد الذين قال الله فيهم: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان} [الإسراء (65)]. وقد قال الله تعالى: {واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد} [الإسراء (64)]. قال مجاهد: إن الذي يجامع ولا يسمي، يلتف الشيطان على إحليله فيجامع معه. قيل للبخاري: من لا يحسنها بالعربية يقولها بالفارسية؟ قال: نعم. وفي الحديث: استحباب التسمية والدعاء والمحافظة على ذلك في كل حال، حتى في حالة الملاذ. وفيه: الاعتصام بذكر الله ودعائه من الشيطان، والتبرك باسمه، والاستعاذة به من جميع الأسواء. وفيه: إشارة إلى أن الشيطان ملازم لابن آدم لا ينطرد عنه إلا إذا ذكر الله.