باب الأمر بالمحافظة على الصلوات المكتوبات
باب الأمر بالمحافظة على الصلوات المكتوبات
تطريز رياض الصالحين
عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي الأعمال أفضل؟ قال: «الصلاة على وقتها» قلت: ثم أي؟ قال: «بر الوالدين» قلت: ثم أي؟ قال: «الجهاد في سبيل الله». متفق عليه.
----------------
قوله: «الصلاة على وقتها»، أي: أداؤها في وقتها، فلا تصح الصلاة قبل دخول وقتها، ولا تقبل بعد خروجه.
باب الأمر بالمحافظة على الصلوات المكتوبات
تطريز رياض الصالحين
عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان». متفق عليه.
----------------
قوله: «بني الإسلام على خمس»، أي: دعائم. وفي رواية: «على خمسة»، أي: أركان. وهذا الحديث: أصل عظيم في معرفة الإسلام. قال عطاء الخرساني: الدين خمس لا يقبل الله منهن شيئا دون شيء: بشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، والإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسوله، وبالجنة والنار، والحياة بعد الموت، هذه واحدة. والصلوات الخمس: عمود الدين، لا يقبل الله الإيمان إلا بالصلاة. والزكاة: طهور من الذنوب، ولا يقبل الله الإيمان ولا الصلاة إلا بالزكاة، فمن فعل هؤلاء الثلاث ثم جاء رمضان فترك صيامه متعمدا لم يقبل الله منه الإيمان ولا الصلاة ولا الزكاة. فمن فعل هؤلاء الأربع ثم تسير له الحج فلم يحج، ولم يوص بحجته ولم يحج عنه بعض أهله، لم يقبل الله منه الأربع التي قبلها.
باب الأمر بالمحافظة على الصلوات المكتوبات
تطريز رياض الصالحين
عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك، عصموا مني دماءهم وأموالهم، إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله». متفق عليه.
----------------
هذا حديث عظيم وقاعدة من قواعد الدين، وهو موافق لقوله تعالى: {فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم} [التوبة (5)]. قال الخطابي وغيره: المراد بهذا أهل الأوثان ومشركوا العرب، ومن لا يؤمن دون أهل الكتاب، ومن يقر بالتوحيد فلا يكتفي في عصمته بقوله:... (لا إله إلا الله) إذا كان يقولها في كفره وهي من اعتقاده. قوله: «إلا بحق الإسلام»، أي: شرائعه، كما قاتل الصحابة رضي الله عنهم مانعي الزكاة بعدما مات النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال أبو بكر: والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقاتلهم على منعها. وكما ذكر العلماء، أنه إذا اتفق أهل بلد على ترك الأذان، كان للإمام قتالهم؛ لأن الأذان من شعائر الإسلام. وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا يحل دم امريء مسلم يشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث»... الحديث.
باب الأمر بالمحافظة على الصلوات المكتوبات
تطريز رياض الصالحين
عن معاذ - رضي الله عنه - قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن، فقال: «إنك تأتي قوما من أهل الكتاب، فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، فإن هم أطاعوا لذلك، فأعلمهم أن الله تعالى افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لذلك، فأعلمهم أن الله تعالى افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لذلك، فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب». متفق عليه.
----------------
قوله - صلى الله عليه وسلم -: «إنك تأتي قوما من أهل الكتاب». هي كالتوطئة للتوصية لتستجمع همته؛ لأن مخاطبتهم ليست كمخاطبة الجهال. وفي الحديث: البداءة بالشهادتين؛ لأن ذلك أصل الدين. وفيه: البداءة بالأهم فالأهم. وفيه: دليل على جواز إخراج الزكاة في صنف واحد. وفيه: تنبيه على المنع من جميع الظلم. والنكتة في ذكره عقب المنع من أخذ الكرائم، الإشارة إلى أن أخذها ظلم. وفيه: الدعاء إلى التوحيد قبل القتال، وتوصية الإمام عامله فيما يحتاج إليه من الأحكام وغيرها.
باب الأمر بالمحافظة على الصلوات المكتوبات
تطريز رياض الصالحين
عن بريدة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر». رواه الترمذي، وقال: (حديث حسن صحيح).
----------------
قال البيضاوي: الضمير للمنافقين. وقال الطيبي: يمكن أن يقال: الضمير عام فيمن بايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالإسلام مؤمنا كان أو منافقا. وفي الحديث: تعظيم شأن الصلاة وأن من تركها فهو كافر.
باب الأمر بالمحافظة على الصلوات المكتوبات
تطريز رياض الصالحين
عن عبد الله بن شقيق التابعي المتفق على جلالته رحمه الله، قال: كان أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة. رواه الترمذي في كتاب الإيمان بإسناد صحيح.
----------------
الحديث: دليل على أن ترك الصلاة من موجبات الكفر، واختلف العلماء هل يجب القتل لترك الصلاة واحدة أو أكثر. فالجمهور أنه يقتل لترك صلاة واحدة. قال أحمد بن حنبل: إذا دعي إلى الصلاة فامتنع، وقال: لا أصلي حتى خرج وقتها، وجب قتله. وقال الشافعي: من ترك الصلاة كسلا حتى أخرجها عن وقت الضرورة يقتل حدا، إن لم يتب.
باب الأمر بالمحافظة على الصلوات المكتوبات
تطريز رياض الصالحين
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت، فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت، فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيء، قال الرب - عز وجل -: انظروا هل لعبدي من تطوع، فيكمل بها ما انتقص من الفريضة؟ ثم تكون سائر أعماله على هذا». رواه الترمذي، وقال: (حديث حسن).
----------------
في هذا الحديث: الحث على إتقان الفرائض، والاهتمام بمصححاتها، وترك مفسداتها، والحض على إكثار النوافل لتكون جابرة لخلل الفرائض.