باب استحباب الثوب الأبيض، وجواز الأحمر والأخضر
باب استحباب الثوب الأبيض، وجواز الأحمر والأخضر
تطريز رياض الصالحين
قال الله تعالى: {يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم} [الأعراف (26)].
----------------
قوله: {أنزلنا عليكم}، أي: خلقنا لكم، ولما كان بقضاء سماوي، وأسباب من السماء. قال: {وأنزلنا} وسميت العورة سوأة؛ لأنه يسوء انكشافها. والريش: ما يتجمل به ظاهرا. وعن علي مرفوعا أنه لبس ثوبا، فقال حين لبسه: «الحمد لله الذي رزقني من الرياش ما أتجمل به في الناس، وأواري به عورتي». رواه الإمام أحمد.
باب استحباب الثوب الأبيض، وجواز الأحمر والأخضر
تطريز رياض الصالحين
عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:... «البسوا من ثيابكم البياض؛ فإنها من خير ثيابكم، وكفنوا فيها موتاكم». رواه أبو داود والترمذي، وقال: (حديث حسن صحيح).
----------------
في الحديث: استحباب لبس البياض، وأنه أطيب من غيره من سائر الألوان.
باب استحباب الثوب الأبيض، وجواز الأحمر والأخضر
تطريز رياض الصالحين
عن سمرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «البسوا البياض؛ فإنها أطهر وأطيب، وكفنوا فيها موتاكم». رواه النسائي والحاكم، وقال: «حديث صحيح».
----------------
قوله: «فإنها أطهر»، أي لأنها لنقائها يظهر ما يخالطاها من الدنس وإن قل. وقوله: «أطيب»، أي: لسلامتها غالبا عن الخيلاء
باب استحباب الثوب الأبيض، وجواز الأحمر والأخضر
تطريز رياض الصالحين
عن البراء - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مربوعا، ولقد رأيته في حلة حمراء ما رأيت شيئا قط أحسن منه. متفق عليه.
----------------
الحلة: ثوبان من جنس واحد. قوله: «حمراء»: قال الحافظ ابن حجر: هي ثياب ذات خطوط.
باب استحباب الثوب الأبيض، وجواز الأحمر والأخضر
تطريز رياض الصالحين
عن أبي جحيفة وهب بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة وهو بالأبطح في قبة له حمراء من أدم، فخرج بلال بوضوئه، فمن ناضح ونائل، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - وعليه حلة حمراء، كأني أنظر إلى بياض ساقيه، فتوضأ وأذن بلال، فجعلت أتتبع فاه ها هنا وها هنا، يقول يمينا وشمالا: حي على الصلاة، حي على الفلاح، ثم ركزت له عنزة، فتقدم فصلى يمر بين يديه الكلب والحمار لا يمنع. متفق عليه.
----------------
«العنزة» بفتح النون: نحو العكازة. في الحديث: جواز لبس الأحمر. وفيه: مشروعية السترة للمصلي، وأن المار من ورائها لا يضر المصلي. وفيه: مشروعية الالتفات في الأذان يمينا عند قوله: حي على الصلاة، وشمالا عند قوله: حي على الفلاح.
باب استحباب الثوب الأبيض، وجواز الأحمر والأخضر
تطريز رياض الصالحين
عن أبي رمثة رفاعة التيمي - رضي الله عنه - قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه ثوبان أخضران. رواه أبو داود والترمذي بإسناد صحيح.
----------------
في الحديث: جواز لبس الأخضر قال ابن بطال: الثياب الخضر من لباس أهل الجنة، وكفى بذلك شرفا.
باب استحباب الثوب الأبيض، وجواز الأحمر والأخضر
تطريز رياض الصالحين
عن أبي سعيد عمرو بن حريث - رضي الله عنه - قال: كأني أنظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه عمامة سوداء، قد أرخى طرفيها بين كتفيه. رواه مسلم. وفي رواية له: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطب الناس، وعليه عمامة سوداء.
----------------
فيه: استحباب إرخاء طرف العمامة بين الكتفين.
باب استحباب الثوب الأبيض، وجواز الأحمر والأخضر
تطريز رياض الصالحين
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كفن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ثلاثة أثواب بيض سحولية من كرسف، ليس فيها قميص ولا عمامة. متفق عليه.
----------------
«السحولية» بفتح السين وضمها وضم الحاء المهملتين: ثياب تنسب إلى سحول: قرية باليمن «والكرسف»: القطن. هذا أفضل الكفن من العدد للرجال، ومن الألوان للرجال والنساء.
باب استحباب الثوب الأبيض، وجواز الأحمر والأخضر
تطريز رياض الصالحين
عن عائشة رضي الله عنها قالت: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات غداة، وعليه مرط مرحل من شعر أسود. رواه مسلم.
----------------
«المرط» بكسر الميم: وهو كساء و «المرحل» بالحاء المهملة: هو الذي فيه صورة رحال الإبل، وهي الأكوار. في الحديث: جواز تصوير ما لا روح فيه، وجواز لبسه ولبس الشعر.
باب استحباب الثوب الأبيض، وجواز الأحمر والأخضر
تطريز رياض الصالحين
عن المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال: كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة في مسير، فقال لي: «أمعك ماء؟» قلت: نعم، فنزل عن راحلته فمشى حتى توارى في سواد الليل، ثم جاء فأفرغت عليه من الإداوة، فغسل وجهه وعليه جبة من صوف، فلم يستطع أن يخرج ذراعيه منها حتى أخرجهما من أسفل الجبة، فغسل ذراعيه ومسح برأسه، ثم أهويت لأنزع خفيه، فقال: «دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين» ومسح عليهما. متفق عليه.
----------------
وفي رواية: وعليه جبة شامية ضيقة الكمين. وفي رواية: أن هذه القضية كانت في غزوة تبوك. في الحديث: استحباب الإبعاد لقضاء الحاجة، وجواز لبس الصوف. وفيه: مشروعية مسح الخفين إذا لبسهما على طهارة.