باب الوصية بالنساء
باب الوصية بالنساء
تطريز رياض الصالحين
قال تعالى: {ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفورا رحيما} [النساء (129)].
----------------
معنى الآية: أن الرجال لا يستطيعون العدل بين النساء من جميع الوجوه؛ لأنه لا بد من التفاوت في المحبة والشهوة، ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جله، فلا تميلوا كل الميل إلى واحدة فتتركوا الأخرى كالمعلقة، لا ذات بعل ولا مطلقة.
باب الوصية بالنساء
تطريز رياض الصالحين
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «استوصوا بالنساء خيرا؛ فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته، لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء». متفق عليه.
----------------
وفي رواية في الصحيحين: «المرأة كالضلع إن أقمتها كسرتها، وإن استمتعت بها، استمتعت وفيها عوج». وفي رواية لمسلم: «إن المرأة خلقت من ضلع، لن تستقيم لك على طريقة، فإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج، وإن ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها». قوله: «عوج» هو بفتح العين والواو. العوج: بفتحتين في الأجساد، وبكسر العين في المعاني فالصواب الكسر، قال الله تعالى: {الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا} [الكهف (1)] وفي الحديث: إشارة إلى أن حواء خلقت من ضلع آدم عليهما السلام، وأن طبيعة المرأة الاعوجاج فلا بد من الصبر عليهن والرفق بهن.
باب الوصية بالنساء
تطريز رياض الصالحين
عن عبد الله بن زمعة - رضي الله عنه - أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب، وذكر الناقة والذي عقرها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: « {إذ انبعث أشقاها} انبعث لها رجل عزيز، عارم منيع في رهطه»، ثم ذكر النساء، فوعظ فيهن، فقال: «يعمد أحدكم فيجلد امرأته جلد العبد فلعله يضاجعها من آخر يومه» ثم وعظهم في ضحكهم من الضرطة، وقال: «لم يضحك أحدكم مما يفعل؟!». متفق عليه.
----------------
«والعارم» بالعين المهملة والراء: هو الشرير المفسد، وقوله: «انبعث»، أي: قام بسرعة. في هذا الحديث: إيماء إلى جواز الضرب اليسير للنساء، بحيث لا يحصل معه النفور، لأن المجامعة إنما تستحسن مع الرغبة في العشرة فيستبعد وقوع الضرب الشديد، والمضاجعة في يوم واحد من عاقل.
باب الوصية بالنساء
تطريز رياض الصالحين
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر»، أو قال: «غيره». رواه مسلم.
----------------
وقوله: «يفرك» هو بفتح الياء وإسكان الفاء وفتح الراء معناه: يبغض، يقال: فركت المرأة زوجها، وفركها زوجها، بكسر الراء يفركها بفتحها: أي أبغضها، والله أعلم. أي ليس لمؤمن أن يبغض زوجته المؤمنة، لأنه إن وجد منها خلقا يكرهه، كسوء خلق، رضي منها خلقا يحبه، كالعفاف والمعاونة، ونحو ذلك.
باب الوصية بالنساء
تطريز رياض الصالحين
عن عمرو بن الأحوص الجشمي - رضي الله عنه - أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع يقول بعد أن حمد الله تعالى، وأثنى عليه وذكر ووعظ، ثم قال: «ألا واستوصوا بالنساء خيرا، فإنما هن عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة، فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع، واضربوهن ضربا غير مبرح، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا؛ ألا إن لكم على نسائكم حقا، ولنسائكم عليكم حقا؛ فحقكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم من تكرهون، ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون؛ ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن». رواه الترمذي، وقال: «حديث حسن صحيح».
----------------
قوله - صلى الله عليه وسلم -: «عوان» أي: أسيرات جمع عانية، بالعين المهملة، وهي الأسيرة، والعاني: الأسير. شبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المرأة في دخولها تحت حكم الزوج بالأسير «والضرب المبرح»: هو الشاق الشديد وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «فلا تبغوا عليهن سبيلا» أي: لا تطلبوا طريقا تحتجون به عليهن وتؤذونهن به، والله أعلم. حق الزوج على المرأة الاسمتاع، وأن تحفظه في نفسها وماله، فإن نشزت أو أساءت العشرة هجرها في المضجع، فإن أصرت ضربها ضربا غير مبرح، بأن لا يجرحها ولا يكسر لها عظما، ويجتنب الوجه والمقاتل، وحق المرأة على الزوج نفقتها وكسوتها عند عدم النشوز.
باب الوصية بالنساء
تطريز رياض الصالحين
عن معاوية بن حيدة - رضي الله عنه - قال: قلت: يا رسول الله، ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال: «أن تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه، ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت». حديث حسن رواه أبو داود
----------------
وقال: معنى «لا تقبح»: لا تقل: قبحك الله. في هذا الحديث: وجوب إطعام المرأة وكسوتها، والنهي عن تقبيحها وضرب وجهها، وجواز هجرها في البيت تأديبا لها.
باب الوصية بالنساء
تطريز رياض الصالحين
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم». رواه الترمذي، وقال: (حديث حسن صحيح).
----------------
* في هذا الحديث: دليل على أن حسن الخلق من أفضل الأعمال. وفيه: الحث على معاملة الزوجة بالإحسان إليها، وطلاقة الوجه، وكف الأذى عنها، والصبر على أذاها.
باب الوصية بالنساء
تطريز رياض الصالحين
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم». رواه الترمذي، وقال: (حديث حسن صحيح).
----------------
في هذا الحديث: دليل على أن حسن الخلق من أفضل الأعمال. وفيه: الحث على معاملة الزوجة بالإحسان إليها، وطلاقة الوجه، وكف الأذى عنها، والصبر على أذاها.
باب الوصية بالنساء
تطريز رياض الصالحين
عن إياس بن عبد الله بن أبي ذباب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تضربوا إماء الله». فجاء عمر - رضي الله عنه - إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ذئرن النساء على أزواجهن، فرخص في ضربهن، فأطاف بآل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نساء كثير يشكون أزواجهن، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لقد أطاف بآل بيت محمد نساء كثير يشكون أزواجهن ليس أولئك بخياركم». رواه أبو داود بإسناد صحيح.
----------------
قوله: «ذئرن» هو بذال معجمة مفتوحة، ثم همزة مكسورة، ثم راء ساكنة، ثم نون، أي: اجترأن، قوله: «أطاف» أي: أحاط. ضرب المرأة يكون من حرج الصدر، وضيق النفس، وذلك خلاف حسن الخلق الذي هو من أوصاف الخيار، ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم -: «ليس أولئك بخياركم».
باب الوصية بالنساء
تطريز رياض الصالحين
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة». رواه مسلم.
----------------
قال القرطبي: فسرت: المرأة الصالحة في الحديث بقوله: «التي إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله».