باب في الدلالة على خير والدعاء إلى هدى أو ضلالة
باب في الدلالة على خير والدعاء إلى هدى أو ضلالة
تطريز رياض الصالحين
عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من دل على خير فله مثل أجر فاعله». رواه مسلم.
----------------
وأوله عن أبي مسعود قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني أبدع بي فاحملني. قال: «ما عندي». قال رجل: يا رسول الله، أنا أدله على من يحمله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من دل على خير فله مثل أجر فاعله».
باب في الدلالة على خير والدعاء إلى هدى أو ضلالة
تطريز رياض الصالحين
عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: «من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا». رواه مسلم.
----------------
يشهد لهذا الحديث قوله تعالى: {وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء إنهم لكاذبون * وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون} [العنكبوت (12، 13)].
باب في الدلالة على خير والدعاء إلى هدى أو ضلالة
تطريز رياض الصالحين
عن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يوم خيبر: «لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله»، فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها. فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلهم يرجو أن يعطاها. فقال: «أين علي بن أبي طالب؟» فقيل: يا رسول الله، هو يشتكي عينيه. قال: «فأرسلوا إليه» فأتي به فبصق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في عينيه، ودعا له فبرئ حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية. فقال علي - رضي الله عنه -: يا رسول الله، أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال: «انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم». متفق عليه.
----------------
قوله: «يدوكون»: أي يخوضون ويتحدثون. وقوله: «رسلك» بكسر الراء وبفتحها لغتان، والكسر أفصح. في هذا الحديث: بيان فضل الدعاء إلى الهدى، وعظيم أجر من اهتدى بسببه أحد.
باب في الدلالة على خير والدعاء إلى هدى أو ضلالة
تطريز رياض الصالحين
عن أنس - رضي الله عنه -: أن فتى من أسلم قال: يا رسول الله، إني أريد الغزو وليس معي ما أتجهز به، قال: «ائت فلانا فإنه قد كان تجهز فمرض» فأتاه، فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرئك السلام، ويقول: أعطني الذي تجهزت به، فقال: يا فلانة، أعطيه الذي تجهزت به، ولا تحبسي منه شيئا، فوالله لا تحبسين منه شيئا فيبارك لك فيه. رواه مسلم.
----------------
في هذا الحديث: أن من نوى صرف شيء في خير وتعذر عليه، استحب له بذلك في خير آخر. ومناسبة الحديث للترجمة دلالته - صلى الله عليه وسلم - لذلك المنقطع على ذلك الذي تجهز ثم مرض.