باب التفكير في عظيم مخلوقات الله تعالى
باب التفكير في عظيم مخلوقات الله تعالى
تطريز رياض الصالحين
قال الله تعالى: {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون} [الزمر (67)]
----------------
التفكر في المخلوقات: كالعرش، والكرسي، والسماء والأرض يدل على كمال الخالق وعظمته. وفي الحديث: «ما السماء والأرض، وما بينهما في العرش إلا كحلقة ألقيت في فلاة من الأرض» والتفكر في فناء الدنيا: يبعثه على الزهد فيها، والإقبال على الآخرة. والتفكر في أهوال الآخرة: يبعثه على فعل الطاعات، وترك المنهيات، وتقصير أمل النفس بذكر الموت، وتهذيبها من الأخلاق السيئة. وحملها على الاستقامة يورثها العز في الدنيا والآخرة.
باب التفكير في عظيم مخلوقات الله تعالى
تطريز رياض الصالحين
قال الله تعالى: {إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا} [سبأ (46)].
----------------
يقول تعالى: قل يا محمد لهؤلاء الزاعمين أنك مجنون: إنما أعظكم آمركم وأوصيكم بواحدة، هي: أن تقوموا لله من غير هوى ولا عصيبة مثنى وفرادى، أي: اثنين اثنين، وواحدا واحدا. ثم تتفكروا جميعا في حال محمد - صلى الله عليه وسلم - فتعلموا ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد.
باب التفكير في عظيم مخلوقات الله تعالى
تطريز رياض الصالحين
قال تعالى: {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب * الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك} الآيات [آل عمران (190، 191)].
----------------
التفكر في المخلوقات أفضل العبادات. وفي بعض الآثار بينما رجل مستلق على فراشه إذ رفع رأسه فنظر إلى السماء والنجوم، فقال: «أشهد أن لك ربا وخالقا اللهم اغفر لي» فنظر الله إليه فغفر له.
باب التفكير في عظيم مخلوقات الله تعالى
تطريز رياض الصالحين
قال تعالى: {أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت * وإلى السماء كيف رفعت * وإلى الجبال كيف نصبت * وإلى الأرض كيف سطحت * فذكر إنما أنت مذكر} [الغاشية (17: 21)].
----------------
يحث تعالى على النظر إلى أنواع المخلوقات الدالة على وحدانيته، واقتداره على الخلق، والبعث، وغير ذلك، وخصت هذه الأربع من بين المخلوقات، لأنها ظاهرة لكل أحد، وخصت الإبل من بين المركوبات لأنها أعجب ما عند العرب.
باب التفكير في عظيم مخلوقات الله تعالى
تطريز رياض الصالحين
قال تعالى: {أفلم يسيروا في الأرض فينظروا} الآية [محمد (10)].
----------------
يحث تعالى على المسير في الأرض، فينظروا آثار الأمم قبلهم واضمحلالهم بعد وجودهم، وكمال قوتهم، فيعلمون أن الحي القيوم هو الله وأن غيره فان فلا يركنوا إلى الدنيا ولا يغتروا بها.
باب التفكير في عظيم مخلوقات الله تعالى
تطريز رياض الصالحين
«الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني»
----------------
معنى دان نفسه: حاسبها. فإن محاسبته لها وعدم تركها هملا إنما ينشأ عن تفكره في الدنيا وزوالها، وفي نفسه وانتقالها، كأنك بالدنيا ولم تكن، وبالآخرة ولم تزل، فيحاسب نفسه فيمنعها عما لا ينبغي، ويحملها على ما ينبغي.