فوائد من شرح الأربعين النووية للشيخ ابن عثيمين
فوائد من شرح الأربعين النووية للشيخ ابن عثيمين
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة). ففي هذا الحديث الحث على الستر على المسلم، ولكن دلت النصوص أن هذا مقيد بما إذا كان الستر خيراً، والستر ثلاثة أقسام:
القسم الأول: أن يكون خيراً ومثاله:
رأيت رجلاً صاحب خلق ودين وهيئة ـ أي صاحب سمعة حسنة ـ فرأيته في خطأ وتعلم أن هذا الرجل قد أتى الخطأ قضاءً وقدراً وأنه نادم، فمثل هذا ستره محمود، وستره خير.
القسم الثاني: إذا كان الستر شراً ومثاله:
كالرجل إذا وجدته على معصية، أو على عدوان على الناس وإذا سترته لم يزد إلا شراً وطغياناً، فهنا ستره مذموم ويجب أن يكشف أمره لمن يقوم بتأديبه،إن كانت زوجة فترفع إلى زوجها، وإن كان ولداً فيرفع إلى أبيه، وإن كان مدرساً يرفع إلى مدير المدرسة، وهلم جرا.
القسم الثالث: أن لا تعلم هل ستره خير أم كشفه هو الخير: فالأصل أن الستر خير، ولهذا يذكر في الأثر (لأن أخطئ في العفو أحب إلي من أن أخطئ في العقوبة).
فعلى هذا نقـول:
إذا ترددت هل الستر خير أم بيان أمره خير، فالستر أولى، ولكن في هذه الحال تتبع أمره، لا تهمله، لأنه ربما يتبين بعد ذلك أن هذا الرجل ليس أهلاً للستر