فوائد من شرح الأربعين النووية للشيخ ابن عثيمين
فوائد من شرح الأربعين النووية للشيخ ابن عثيمين
ذكر الله في قصة داود مع الخصمين قول داود عليه الصلاة والسلام:
(قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيراً من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعاً وأناب * فغفرنا ذلك).
وقد زعم اليهود أن لداود عليه الصلاة والسلام جندياً له امرأة جميلة، وأرادها داود، ولكي يتوصل إليها أمر هذا الجندي أن يذهب في الغزو من أجل أن يقتل فيأخذ داود زوجته.
وهذا لا شك أنه منكر، ولا يقع من عامة الناس فكيف يقع من نبي؟ !
لكنهم افتروا على الله كذباً وعلى رسله كذباً.
فإن قال قائل:
ما وجه قوله تعالى: (وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعاً وأناب)
فالجـــواب: أن الذي حصل من داود فيه شيء من المخالفات، منها:
أولاً: أنه انحبس في محرابه عن الحكم بين الناس، وكان الله تعالى قد جعله خليفة يحكم بين الناس، ولكنه آثر العبادة القاصرة على الحكم بين الناس.
ثانياً: أغلق الباب مما اضطر الخصوم إلى أن يتسوروا الجدران، وربما يسقطون ويحصل في هذا ضرر.
ثالثاً: أنه عليه الصلاة والسلام حكم للخصم قبل أن يأخذ حجة الخصم الآخر فقال: (لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه) وهذا لا يجوز، أي: لا يجوز للحاكم أن يحكم بقول أحد الخصمين حتى يسمع كلام الخصم الآخر، فعلم داود أن الله تعالى اختبره بهذه القصة فاستغفر ربه وخر راكعاً وأناب.