قول الله تعالى : ﴿ ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي ﴾
قول الله تعالى : ﴿ ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي ﴾
شرح كتاب التوحيد للهيميد
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن ثلاثة من بني إسرائيل: أبرص، وأقرع، وأعمى. فأراد الله أن يبتليهم ، فبعث إليهم ملكاً ، فأتى الأبرص ، فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال : لون حسن ، وجلد حسن ، ويذهب عني الذي قد قذرني الناس به قال : فمسـحه ، فذهب عنه قذره ، وأعطي لوناً حسـناً وجلداً حسـناً ، قال : فأي المال أحب إليك ؟ قال : الإبـل أو البقر ـ شك إسحاق ـ فأعطي ناقة عشراء ، وقال : بارك الله لك فيها . قال: فأتى الأقرع ، فقال أي شيء أحب إليك قال : شعر حسن ، ويذهب عني الذي قد قذرني الناس به فمسحه ، فذهب عنه ، وأعطي شعراً حسناً ، فقال : أي المال أحب إليك ؟ قال : البقر، أو الإبل ، فأعطي بقرة حاملاً ، قال : بارك الله لك فيها . فأتى الأعمى ، فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال : أن يرد الله إلي بصري فأبصر به الناس ، فمسحه ، فرد الله إليه بصره ، قال : فأي المال أحب إليك ؟ قال : الغنم ، فأعطي شاة والداً ؛ فأنتج هذان وولد هذا ، فكان لهذا وادٍ من الإبل ، ولهذا وادٍ من البقر ، ولهذا وادٍ من الغنم ، قال : ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته . فقال : رجل مسكين ، قد انقطعت بي الحبال في سفري ، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك ، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن ، والجلد الحسن ، والمال ، بعيراً أتبلغ به في سفري ، فقال : الحقوق كثيرة . فقال له : كأني أعرفك ، ألم تكن أبرص يقذرك الناس ، فقيراً ، فأعطاك الله عز وجل المال ؟ فقال : إنما ورثت هذا المال كابراً عن كابر ، فقال : إن كنت كاذباً فصيّرك الله إلى ما كنت . قال : وأتى الأقرع في صورته ، فقال له مثل ما قال لهذا ، وردّ عليه مثل ما ردّ عليه هذا ، فقال : إن كنت كاذباً فصيّرك الله إلى ما كنت . وأتى الأعمى في صورته ، فقال : رجل مسكين وابن سبيل ، قد انقطعت بي الحبال في سفري ، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك . أسـألك بالذي ردّ عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري ، فقال : كنت أعمى فردّ الله إليَّ بصري ، فخذ ما شئت ودع ما شئت، فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته ل له. فقال : أمسك مالك فإنما ابتليتم فقد رضي الله عنك ، وسخط على صاحبيك ) . أخرجاه
----------------
( بني إسرائيل ) هم أولاد يعقوب بن إسحاق . ( أبرص ) في جلده بياض ، والبرص داءٌ معروف . ( أقرع ) من ليس على رأسه شعر . ( الناقة العشراء ) بضم العين وفتح الشين ، وهي الحامل .