قول ما شاء الله وشئت
قول ما شاء الله وشئت
شرح كتاب التوحيد للهيميد
عن الطفيل أخى عائشة لأمها قال: (رأيت كأني أتيت على نفر من اليهود، قلت: إنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون عزيرٌ ابن الله، قالوا: وإنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون: ما شاء الله وشاء محمد، ثم مررت بنفر من النصارى فقلت: إنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون: ما شاء الله وشاء محمد، فلما أصبحت أخبرت بها من أخبرت، ثم أتيت النبي فأخبرته، قال: هل أخبرت بها أحداً؟ قلت: نعم، قال: فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد: فإن طفيلاً رأى رؤيا أخبر بها من أخبر منكم، وإنكم قلتم كلمة كان يمنعني كذا وكذا أن أنهاكم عنها، فلا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد، ولكن قولوا: ما شاء الله وحده). رواه ابن ماجه (2118)
----------------
(عن الطفيل أخى عائشة لإمها) هو الطفيل بن عبد الله بن سجرة، أخو عائشة لأمها، صحابي. (كأني أتيت على نفرٍ من اليهود) أي رؤيا في المنام، وفي رواية عن حذيفة: (أن رجلاً رأى في النوم أنه لقي رجلاً من أهل الكتاب...). (فقلت: إنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون عزيرٌ ابن الله) أي نعم القوم أنتم لولا ما انتم عليه من الشرك والمسبة لله بنسبة الولد إليه. (قالوا: إنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون: ما شاء الله وشاء محمد) عارضوه بذكر بذكر شيء مما في المسلمين من الشرك الأصغر، فقالوا له هذا الكلام، أي نعم القوم أنتم لولا ما فيكم من الشرك، وكذلك جرى له مع النصارى. (فلما أصبحت أخبرت بها من أخبرت) وفي رواية الطبراني: (أخبرت بها أناساً. (فأتيت النبي فأخبرته... إنكم قلتم كلمة كان يمنعني كذا وكذا أن أنهاكم عنها) وفي رواية أحمد: (... كان يمنعني الحياء منكم أن أنهاكم عنها). وهذا الحياء ليس على سبيل الحياء من الإنكار عليهم، بل كان يكرهها ويستحي أن يذكرها، لأنه لم يؤمر بإنكارها، فلما جاء الوحي الإلهي بالرؤيا الصالحة أنكرها. (فلا تقولوا: ما شاء الله وشاء محمد، ولكن قولوا: ما شاء الله وحده) وهذا على سبيل الاستحباب، وإلا فيجوز أن يقول: ما شاء الله ثم شاء فلان