قوله تعالى : ﴿ ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله ﴾
قوله تعالى : ﴿ ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله ﴾
شرح كتاب التوحيد للهيميد
وعن ابن عباس قال: (من أحب في الله، وأبغض في الله، ووالى في الله، وعادى في الله، فإنما تنال ولاية الله بذلك، ولن يجد عبدٌ طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصومه، حتى يكون كذلك، وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا، وذلك لا يجدي على أهله شيئاً).رواه ابن جرير وابن المبارك (353)
----------------
(من أحب في الله) أي أحب أهل الإيمان بالله وطاعته من أجل ذلك. (وأبغض في الله) أي أبغض من كفر بالله وأشرك به وقعد عن طاعته، وأبغض الكفار والفاسقين في الله لمخالفتهم لربهم وإن كانوا أقرب الناس إليه، كما قال تعالى: ﴿ لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آبائهم أو أبنائهم أو إخوانهم أو عشيرتهم ﴾. (ووالى في الله) هذا والذي قبله من لوازم محبة العبد لله سبحانه وتعالى، فمن أحب الله أحب فيه، ووالى أولياءه، وعادى أهل معصيته وأبغضهم، وجاهد أعداءه ونصر أنصاره، كلما قويت محبة العبد لله في قلبه قويت هذه الأعمال المرتبة عليها، وبكمالها يكمل توحيد العبد. (وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا، وذلك لا يجدي على أهله شيئاً) أي لا ينفعهم، بل يضرهم. هذا الكلام قاله ابن عباس في أهل زمانه، فكيف لو رأى الناس فيما هم فيه من المؤاخاة على الكفر والبدع والفسوق والعصيان