ما جاء في الاستسقاء بالأنواء
ما جاء في الاستسقاء بالأنواء
شرح كتاب التوحيد للهيميد
لهما من حديث ابن عباس معناه، قال: (قال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا، فأنزل الله هذه الآية: ﴿ فلا أقسم بمواقع النجوم ـ إلى قوله ـ تكذبون ﴾).
----------------
(ولهما) الحديث لمسلم فقط، ولفظه: عن ابن عباس قال: (مُطر الناس على عهد النبي فقال النبي: أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر، وقالوا هذه رحمة الله، وقال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا، قال: فنزلت هذه الآية: ﴿ فلا أقسم بمواقع النجوم ﴾). أقسم بمواقع النجوم، ويكون جوابه: ﴿ إنه لقرآن كريم ﴾. فعلى هذا تكون (لا) صلة لتأكيد النفي. ومواقع النجوم: قيل الكواكب ومواقعها مساقطها عند غروبها. قال مجاهد: ” مطالعها ومشارقها، واختاره ابن جرير “. ﴿ وإنه لقسم لو تعلمون عظيم ﴾ قال ابن كثير: ” أي وأن هذا القسم الذي أقسمت به لقسم عظيم، لو تعلمون عظمته لعظمتهم المقسم عليه. ﴿ إنه لقرآن كريم ﴾ هذا هو المقسم عليه ـ وهو القرآن ـ أي أنه وحي الله وتنزيله وكلامه، لا كما يقول الكفار: إنه سحر وكهانة أو شعر، بل هو قرآن كريم، أي عظيم كثير الخير. ﴿ في كتاب مكنون ﴾ قال ابن القيم: ” اختلف المفسرون في هذا: فقيل: هو اللوح المحفوظ. والصحيح أنه الكتاب الذي بأيدي الملائكة، وهو المذكور في قوله: ﴿ في صحف مكرمة. مرفوعة مطهرة. بأيدي سفرة كرامٍ بررة ﴾. ويدل على أنه الكتـاب الذي في أيدي الملائكة قوله: ﴿ لا يمسه إلا المطهرون ﴾ فهذا يدل على أنه بأيديهم يمسونه. ﴿ لا يمسه إلا المطهرون ﴾ لا يمسه: الضمير يعود على الكتاب المكنون. المطهرون: هم الذين طهرهم الله، وهم الملائكة، طهروا من الذنوب وأدناسها.