ما جاء في التطير
ما جاء في التطير
شرح كتاب التوحيد للهيميد
قول الله تعالى: ﴿ ألا إنما طائرهم عند الله ولكنّ أكثرهم لا يعلمون ﴾ الأعراف
----------------
أول الآية: ﴿ فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ﴾. والمعنى: أن آل فرعون إذا أصابتهم الحسنة، أي الخصب والسعة والعافية ـ كما فسره مجاهد وغيره ـ قالوا لنا هذه، أي نحن الجديرون والحقيقون به ونحن أهله. وإن تصبهم سيئة، أي بلاء وقحط، يطيروا بموسى ومن معه، فيقولون هذا بسبب موسى وأصحابه أصابنا بشؤمهم. فقال الله تعالى: ﴿ ألا إنما طائرهم عند الله ﴾. (طائرهم) قال ابن عباس: ” ما قضى عليهم وقدر لهم “. وفي رواية: ” شؤمهم عند الله ومن قبله “ أي إنما جاءهم الشؤم من قبله بكفرهم وتكذيبهم بآياته ورسله. وقيل: المعنى أن الشؤم العظيم هو الذي عند الله من عذاب النار لا هذا الذي أصابهم في الدنيا. والظاهر أن هذه الآية كقوله تعالى: ﴿ وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولون هذه من عندك قل كل من عند الله ﴾. أي أن الكل من عند الله، لكن هذا الشؤم الذي أجراه عليهم من عنده هو سبب أعمالهم لا بسبب موسى ومن معه. (ولكن أكثرهم لا يعلمون) أي أن أكثرهم جهال لا يدرون، ولو فهموا أو عقلوا لعلموا أنه ليس فيما جاء به موسى شيء يقتضي الطيرة.