ما جاء في السحر
ما جاء في السحر
شرح كتاب التوحيد للهيميد
عن أبي هريرة أن رسول الله قال: (اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله، وما هنّ؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات) رواه البخاري (2766) ومسلم (89)
----------------
(اجتنبوا) السبع) أي أبعدوا، وهو أبلغ من قوله: دعوا أو اتركوا، لأن النهي عن القربان أبلغ، كقوله تعالى: ﴿ ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ﴾ (الموبقات) المهلكات، وسميت موبقات لأنها تهلك فاعلها في الدنيا بما يترتب عليها مت العقوبات، وفي الآخرة من العذاب. (الشرك بالله) قال الذهبي: ” وهو أن تجعل لله نداً وهو خلقك، وتعبد معه غيره من حجر أو بشر أو شمس أو قمر أو نبي أو شيخ أو غير ذلك “. (السحر) هذا دليل على أنه حرام وأنه من الموبقات. [وسيأتي تعريفه ومباحثه في نهاية الباب إن شاء الله] (وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق) قال تعالى: ﴿ ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدّ له عذاباً عظيماً ﴾. (إلا بالحق) أي مما يوجب القتل، مثل: التارك لدينه المفارق للجماعة، والثيب الزاني، والنفس بالنفس. عن ابن مسعود قال: قال رسول الله: (لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة). متفق عليه (وأكل الربا) أي تناوله بأي وجه كان. وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله: (لعن الله آكل الربا وموكله). رواه مسلم والترمذي وزاد: (وشاهديه وكاتبه). (وأكل مال اليتيم) يعني: التقوي عليه، وعبر بالأكل لأنه أعم وجوه الانتفاع. واليتيم: هو الذي مات أبوه قبل بلوغه سواء كان ذكراً أم أنثى. (التولي يوم الزحف) أي الإدبار من وجوه الكفار وقت ازدحام الطائفتين في القتال، وإنما يكون كبيرة إذا فرّ إلى غير فئة، أو غير متحرّف لقتال، (وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات) القذف: الرمي. المحصنات: الحرائر. الغافلات: العفيفات عن الزنا، البعيدات عنه. المؤمنات: احترازاً من الكافرات.