باب فضل حلق الذكر
باب فضل حلق الذكر
تطريز رياض الصالحين
قال الله تعالى: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا}... [الكهف (28)].
----------------
أي: اجلس مع الذين يذكرون الله ويسألونه بكرة وعشيا من عباد الله، سواء كانوا فقراء أو أغنياء. يقال: إنها نزلت في أشراف قريش حين طلبوا من النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يجلس معهم وحده، ولا يجالسهم بضعفاء أصحابه، فنهاه الله عن ذلك. وعن سعد بن أبي وقاص قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ستة، فقال المشركون للنبي - صلى الله عليه وسلم -: اطرد هؤلاء لا يجترؤون علينا، قال: وكنت أنا وابن مسعود، ورجل من هذيل، وبلال، ورجلان لست أسميهما، فوقع في نفس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما شاء الله أن يقع، فحدث نفسه، فأنزل الله عز وجل: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه} [الأنعام (52)]. أخرجه مسلم. وقوله: {ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا}. قال ابن عباس: ولا تجاوزهم إلى غيرهم، يعني: تطلب بدلهم أصحاب الشرف والثروة. {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا}، أي: شغل عن الدين، وعبادة ربه بالدنيا. {واتبع هواه}، في طلب الشهوات {وكان أمره فرطا}، أي: ضياعا.