باب فضل الذكر والحث عليه
باب فضل الذكر والحث عليه
تطريز رياض الصالحين
عن أبي هريرة - رضي الله عنه قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «سبق المفردون» قالوا: وما المفردون؟ يا رسول الله قال: «الذاكرون الله كثيرا والذاكرات». رواه مسلم.
----------------
وروي: «المفردون» بتشديد الراء وتخفيفها والمشهور الذي قاله الجمهور: التشديد. قال في القاموس: وفرد تفريدا، تفقه واعتزل الناس، وخلا لمراعاة الأمر والنهي. ومنه: «طوبى للمفردين، وسبق المفردون». وهم المهتزون بذكر الله تعالى، وهم أيضا الذين هلكت لذاتهم وبقوا هم. وقال في النهاية: سبق المفردون. وفي رواية: «طوبى للمفردين». قيل: وما المفردون؟ قال: «الذين اهتزوا في ذكر الله تعالى». يقال: فرد برأيه، وأفرد وفرد، واستفرد، بمعنى: انفرد به. وقيل: فرد الرجل إذا تفقه واعتزل الناس، وخلا بمراعاة الأمر والنهي. وقيل: هم الهرمى الذين هلك أقرانهم من الناس، وبقوا يذكرون الله. قال الشارح: واللفظان وإن اختلفا في الصيغة، فإن كل واحد منهما في المعنى قريب من الثاني إذ المراد المستخلصون لعبادة الله المتخلون لذكره عن الناس، المعتزلون فيه، المتبتلون إليه.