باب الاستغفار
باب الاستغفار
تطريز رياض الصالحين
قال تعالى: {واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما} [النساء (106)].
----------------
قال ابن كثير: وقد روى ابن مردويه من طريق العوفي، عن ابن عباس: « أن نفرا من الأنصار غزوا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض غزواته، فسرقت درع لأحدهم، فأظن بها رجلا من الأنصار، فأتى صاحب الدرع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إن طعمة بن أبيرق سرق درعي. فلما رأى السارق ذلك عمد إليها، فألقاها في بيت رجل بريء، وقال لنفر من عشيرته: إني غيبت الدرع وألقيتها في بيت فلان، وستوجد عنده. فانطلقوا إلى نبي الله ليلا، فقالوا: يا نبي الله، إن صاحبنا بريء، وإن صاحب الدرع فلان، وقد أحطنا بذلك علما، فاعذر صاحبنا على رؤوس الناس، وجادل عنه، فإنه إن لم يعصمه الله بك يهلك. فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبرأه وعذره على رؤوس الناس، فأنزل الله: {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخآئنين خصيما * واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما * ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما} [النساء (105، 107)]. وقال البغوي: وقال مقاتل: إن زيد بن السمين أودع درعا عند طعمة فجحدها طعمة، فأنزل الله تعالى هذه الآية. فقال: {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق}، بالأمر والنهي والفصل. {لتحكم بين الناس بما أراك الله}، بما علمك الله، وأوحى إليك. {ولا تكن للخآئنين}، طعمة. {خصيما}، معينا مدافعا عنه. {واستغفر الله}، مما همت به من معاقبة اليهودي. وقال مقاتل: {واستغفر الله}، من جدالك عن طعمة. {إن الله كان غفورا رحيما}.