باب فضل قيام الليل
باب فضل قيام الليل
تطريز رياض الصالحين
عن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهم - عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «نعم الرجل عبد الله، لو كان يصلي من الليل». قال سالم: فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلا. متفق عليه.
----------------
هذا الحديث: له قصة، وهي أن ابن عمر قال: إن رجالا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانوا يرون الرؤيا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيقصونها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيقول فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما شاء الله، وأنا غلام حديث السن وبيتي المسجد قبل أن أنكح، فقلت في نفسي: لو كان فيك خير لرأيت مثل ما يرى هؤلاء. فلما اضطجعت ليلة قلت: اللهم إن كنت تعلم في خيرا فأرني رؤيا، فبينما أنا كذلك إذ جاءني ملكان في يد كل واحد منهما مقمعة من حديد يقبلا بي إلى جهنم وأنا بينهما، أدعوا الله: اللهم أعوذ بك من جهنم، ثم أراني لقيني ملك في يده مقمعة من حديد. فقال: لن تراع، نعم الرجل أنت لو تكثر الصلاة، فانطلقوا بي حتى وقفوا بي على شفير جهنم، فإذا هي مطوية كطي البئر، له قرون كقرن البئر، بين كل قرنين ملك بيده مقمعة من حديد، وأرى فيها رجالا معلقين بالسلاسل رؤوسهم أسفلهم، عرفت فيها رجالا من قريش، فانصرفوا بي عن ذات يمين، فقصصتها على حفصة فقصتها حفصة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن عبد الله رجل صالح». فقال نافع: لم يزل بعد ذلك يكثر الصلاة. وفي رواية: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل».