باب فضل الصف الأول
باب فضل الصف الأول
تطريز رياض الصالحين
عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لتسون صفوفكم، أو ليخالفن الله بين وجوهكم». متفق عليه.
----------------
وفي رواية لمسلم: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يسوي صفوفنا، حتى كأنما يسوي بها القداح حتى رأى أنا قد عقلنا عنه، ثم خرج يوما فقام حتى كاد يكبر، فرأى رجلا باديا صدره من الصف، فقال: «عباد الله، لتسون صفوفكم، أو ليخالفن الله بين وجوهكم». القدح: السهم قبل أن يراش وينصل. والقداح: جمع قدح، وهي خشب السهام حين تبرى وتنحت وتهيأ للرمي، وهي مما يطلب فيها التحرير وإلا كان السهم طائشا. وفي الحديث: دليل على وجوب تسوية الصفوف، وعلى جواز كلام الإمام فيما بين الإقامة والصلاة لما يعرض من الحاجة. وفيه: مراعاة الإمام لرعيته والشفقة عليهم، وتحذيرهم من المخالفة. قوله: «أو ليخالفن الله بين وجوهكم»، أي: يوقع بينكم العداوة والبغضاء، واختلاف الظواهر سبب لاختلاف البواطن؛ لأن تقدم الشخص على غيره مظنة الكبر المفسد للقلب، الداعي إلى القطيعة.