باب فضل الوضوء
باب فضل الوضوء
تطريز رياض الصالحين
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى المقبرة، فقال: «السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، وددت أنا قد رأينا إخواننا». قالوا: أولسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال: «أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد». قالوا: كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله؟ فقال: «أرأيت لو أن رجلا له خيل غر محجلة بين ظهري خيل دهم بهم، ألا يعرف خيله؟» قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «فإنهم يأتون غرا محجلين من الوضوء، وأنا فرطهم على الحوض». رواه مسلم.
----------------
في هذا الحديث: جواز تمني الخير، ولقاء الفضلاء. وليس في هذا الحديث نفيا لأخوة الصحابة، ولكن ذكر مزيتهم بالصحبة. أي فأنتم أخوة صحابة والذين لم يأتوا بعد ليسوا بصحابة قال الله تعالى: {إنما المؤمنون إخوة} [الحجرات (10)]. وفيه: بشارة لهذه الأمة بأن واردهم إلى الماء هو محمد - صلى الله عليه وسلم -. والفرط: هو المتقدم إلى الماء، قال الله تعالى: {وجاءت سيارة فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه} [يوسف (19)]. والحوض: الكوثر.