باب حفظ السر
باب حفظ السر
تطريز رياض الصالحين
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن عمر - رضي الله عنه - حين تأيمت بنته حفصة، قال: لقيت عثمان بن عفان - رضي الله عنه -، فعرضت عليه حفصة، فقلت: إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر؟ قال: سأنظر في أمري. فلبثت ليالي ثم لقيني، فقال: قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا. فلقيت أبا بكر الصديق - رضي الله عنه -، فقلت: إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر، فصمت أبو بكر - رضي الله عنه -، فلم يرجع إلي شيئا! فكنت عليه أوجد مني على عثمان، فلبث ليالي ثم خطبها النبي - صلى الله عليه وسلم - فأنكحتها إياه. فلقيني أبو بكر، فقال: لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك شيئا؟ فقلت: نعم، قال: فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت علي إلا أني كنت علمت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكرها، فلم أكن لأفشي سر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولو تركها النبي - صلى الله عليه وسلم - لقبلتها.
----------------
قوله: «تأيمت» أي: صارت بلا زوج، وكان زوجها توفي - رضي الله عنه -.... «وجدت»: غضبت. في هذا الحديث: عرض الإنسان موليته على أهل الخير. وفيه: كتم السر والمبالغة في إخفائه.