باب الصبر
باب الصبر
تطريز رياض الصالحين
عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: لما كان يوم حنين آثر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ناسا في القسمة، فأعطى الأقرع بن حابس مئة من الإبل، وأعطى عيينة بن حصن مثل ذلك، وأعطى ناسا من أشراف العرب وآثرهم يومئذ في القسمة. فقال رجل: والله إن هذه قسمة ما عدل فيها، وما أريد فيها وجه الله، فقلت: والله لأخبرن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأتيته فأخبرته بما قال، فتغير وجهه حتى كان كالصرف. ثم قال: «فمن يعدل إذا لم يعدل... الله ورسوله؟» ثم قال: «يرحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر». فقلت: لا جرم لا أرفع إليه بعدها حديثا.
----------------
وقوله: «كالصرف» هو بكسر الصاد المهملة: وهو صبغ أحمر. في هذا الحديث: استحباب الإعراض عن الجاهل والصفح عن الأذى والتأسي بمن مضى من الصالحين، قال الله تعالى: {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما} [الفرقان (63)].