القلب المريض
فائدة
المرض دون القساوة، والقلب المريض هو المتذبذب بين السلامة والقساوة، فهو يعلو حينا ويهبط حينا، وهو القلب الذي تمده مادتان: مادة إيمان ومادة كفر، وهو إن غلب عليه مرضه التحق بالميت القاسى، وإن غلبت عليه صحته التحق بالقلب السليم، وخطورة هذا القلب وأهميته تتمثَّل في أن الشيطان لا يقرب القلب القاسي الميت فهذا لا مطمع له فيه، ولا يستطيع أن يقرب القلب الحي وإلا احترق، إنما يهاجم القلوب المريضة.
فائدة
من علامات القلب المريض حب الدنيا:إن البدن إذا سقم لم ينجح فيه طعام ولا شراب، ولا نوم ولا راحة، وكذلك القلب إذا علقه حب الدنيا لم تنجح فيه الموعظة ". ومن آثارها المؤلمة والمشاهدة بوضوح والمُجرَّبة مرارا وتكرارا أنك " بقدر ما تحزن للدنيا يخرج همّ الآخرة من قلبك، وبقدر ما تحزن للآخرة كذلك يخرج همّ الدنيا من قلبك ".
فائدة
من علامات القلب المريص: الانتشاء بالمدح: ولذا كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: " المدح هو الذبح ". قال المناوي: " وسماه ذبحا لأنه يميت القلب فيخرج من دينه، وفيه ذبح للممدوح، فإنه يغره بأحواله ويغريه بالعجب والكبر، ويرى نفسه أهلا للمدحة سيما إذا كان من أبناء الدنيا أصحاب النفوس وعبيد الهوى "
فائدة
من علامات القلب المريص:حب الرئاسة والسعي لها شهوة خفية في النفس، وكثير من الناس قد يزهد في الطعام والشراب والثياب لكن الزهد في الرئاسة عنده نجم سماوي لا يُدرك. قال سفيان الثوري رحمه الله: " ما رأيت زهدا في شيء أقل منه في الرئاسة، ترى الرجل يزهد في المطعم والمشرب والمال والثياب فإن نوزع الرئاسة تحامى عليها وعادى "، وقال يوسف بن أسباط: " الزهد في الرئاسة أشد من الزهد في الدنيا ".
فائدة
شهوة الاهل والولد ورد التحذير من هذه الشهوة في أكثر من آية من كتاب الله عز وجل، ولعل أخطرها وأعظمها وقعا على القلب قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ.إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [التغابن: 14-15] قال الإمام البغوي عند تفسير هذه الآية: " وقال عطاء بن يسار: نزلت في عوف بن مالك الأشجعي: كان ذا أهل وولد، وكان إذا أراد الغزو بكوا إليه ورققوه، وقالوا: إلى من تدعنا؟ فيرق لهم ويقيم، فأنزل الله: ﴿ إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ ﴾ بحملهم إياكم على ترك الطاعة، فاحذروهم أن تقبلوا منهم ".