الغرر في فضائل عمر رضي الله عنه
خاتمة
أخرج الإمام أحمد والبزّار والطبراني عن عبد الله بن مسعود قال: فضل عمر بن الخطاب الناس بأربعة: بذكرى الأسرى يوم بدر أفتى بقتلهم فأنزل الله عزوجل (لَولا كِتابٌ مِنَ اللَهِ سَبَقَ لَمَسَكُم فيما أَخَذتُم عَذابٌ عَظيمٌ).
وبذكر الحجاب أمر نساء النبي صلى الله عليه وسلم أن يحتجبن فقالت له زينب: وإنك علينا يا ابن الخطاب والوحي ينزل في بيوتنا، فأنزل الله عزوجل (وَإِذا سَأَلتُموهُنَّ مَتاعاً فَاِسأَلوهُنَّ مِن وَراءِ حِجابٍ) وبدعوة النبي صلى الله عليه وسلم (اللهم أيد الإسلام بعمر) ورأيه في أبي بكر كان أول من بايعه.
وأخرج الطبراني عن طارق بن شهاب قالت أم أيمن يوم قتل عمر: اليوم وهى الإسلام.
وأخرج أيضاً عن عبد الله بن مسعود: إن كان إسلام عمر لفتحاً وهجرته لنصراً، وإمارته رحمة، والله ما استطعنا أن نصلي عند البيت حتى أسلم عمر. وفي رواية: ما استطعنا أن نصلي عند البيت الكعبة ظاهرين.
وفضائله رضي الله عنه أفضل من أن تحصر، وأشهر من أن تذكر، وإنما أردت أن أتبرك بخدمته رضي الله عنه بهذه الصبابة، وامتع من لا يعرف كثيراً من مناقبه ببعضها بجاهل إمامه.
والله ولي التوفيق وحسبنا الله ونعم الوكيل، والحمد لله أولاً وآخراً وباطناً وظاهراً، وصلى الله على رسوله ونبيه سيدنا محمد وآله وصحبه وشيعته وحزبه آمين. والحمد لله رب العالمين.
تم الكتاب العزيز بحمد الله وعونه.
الحديث الأربعون
عن عمار بن ياسر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا عمار أتاني جبريل آنفاً فقلت: يا جبريل حدثني بفضائل عمر بن الخطاب في السماء فقال: يا محمد لو حدثتك بفضائل عمر منذ ما لبث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما ما نفدت فضائل عمر، وإن عمر لحسنة من حسنات أبي بكر).
أخرجه أبو يعلى والطبراني في الكبير والأوسط.
الحديث السادس والثلاثون
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أبغض عمر فقد أبغضني، ومن أحب عمر فقد أحبني، وإن الله باهى بالناس عشية عرفة عامة، وباهى بعمر خاصة، وإنه لم يبعث الله نبيا إلا كان في أمته محدَّث، وإن يكن في أمتي منهم أحد فهوعمر). قالوا: يا رسول الله كيف يحدَّث؟ قال: (تتكلم الملائكة على لسانه).
أخرجه الطبراني.
الحديث الرابع والثلاثون
عن جابر بن عبد الله قال: كنا جلوساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعليه قميص أبيض، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا عمر أجديد قميصك هذا أم غسيل)؟ فقال: غسيل، فقال: (البس جديداً وعش حميداً ومت شهيداً يعطيك الله قرة عين في الدنيا والآخرة).
أخرجه البزّار.
الحديث الثالث والثلاثون
عن أبي الطفيل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بينا أنا أنزع الليلة إذ وردت عليّ غنم سود وعفر، فجاء أبو بكر فنزع ذنوباً أو ذنوبين، وفي نزعه ضعف والله يغفر له، فجاء عمر فاستحالت غربا فملأ الحياض وأروى الأودية فلم أر عبقرياً أحسن نزعاً من عمر، فأولت السود العرب، والعفر العجم).
أخرجه الطبراني بسند صحيح.
الحديث الحادي والعشرون
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (رأيت قبيل الفجر كأني أعطيت المقاليد والموازين، فأما المقاليد فهذه المفاتيح، وأما الموازين فهذه التي يوزن بها فوُضِعتُ في كفَّة ووضعت أمتي في كفة فوزنت بهم فرجحت ثم جيء بأبي بكر فوزن، فوزن بهم، ثم جيء بعمر فوزن، فوزن بهم، ثم جيء بعثمان فوزن، فوزن بهم، ثم رفعت).
أخرجه الإمام أحمد.
الحديث العشرون
عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (رأيت في النوم أني أُعطيت عساً مملوءاً لبناً فشربت منه حتى تملأت حتى رأيته يجري في عروقي بين الجلد واللحم ففضلت فضلة فأعطيتها عمر بن الخطاب) فأولوها قالوا: يا نبي الله هذا علم أعطاكه الله فملأت منه، وفضلت فضلة فأعطيتها عمر بن الخطاب، فقال: (أصبتم).
حديث صحيح أخرجه الحاكم وغيره.
الحديث التاسع عشر
عن سَمُرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (رأيت كأن دلواً دليت من السماء فجاء أبو بكر فأخذ بعراقيها فشرب شرباً ضعيفاً، ثم جاء عمر فأخذ بعراقيها فشرب حتى تضلع ثم جاء عثمان فأخذ بعراقيها حتى تضلع ثم جاء علي فأخذ بعراقيها فانتشطت وانتضح عليه منها).
أخرجه الإمام أحمد وغيره.
الحديث الثامن عشر
عن سالم عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (رأيت في المنام أني أنزع بدلو بكرة على قليب، فجاء أبو بكر فنزع دلواً أو دلوين وفي نزعه ضعف والله يغفر له، ثم أخذ عمر فاستحالت بيده غرباً فلم أر عبقرياً في الناس يفري فريه، حتى ضرب الناس بعطن).
حديث صحيح أخرجه البخاري وغيره.
الغرب بفتح الغين المعجمة وسكون الراء: الدلو الكبير.
والعبقري بفتح العين المهملة وسكون الموحدة وفتح القاف وكسر الراء: الرجل الشديد.
ويفري بسكون الفاء: ينزع.
الحديث الثاني
عن سعيد بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة).
حديث صحيح رواه الإمام أحمد وغيره.
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين على القوم الكافرين
الحمد لله الذي شرَّف مقدار من أراد من العباد، وأشهد أن لا إله إلا الله المالك للإشقاء والإسعاد، وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله من قام بسبيل الرشاد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه الأئمة الأمجاد.
وبعد فهذا كتاب لقَّبتُهً الغُرَر في فضائل عُمَر، أودعته أربعين حديثا مَعزُوَّةً لِمُخرجيها، متبعة ببيان غريب ألفاظها ومشكل ما فيها، والله أسأل أن ينفع بها آمين.