سورة التكاثر
آية
أقول: هذه السورة واقعة موقع العلة لخاتمة ما قبلها; كأنه لما قال هناك: فأمه هاوية " القارعة: 9 " قيل: لم ذلك؟ فقال: لأنكم ألهاكم التكاثر " 1 " فاشتغلتم بدنياكم [عن دينكم]، وملأتم موازينكم بالحطام، فخفت موازينكم بالآثام; ولهذا عقبها بسورة والعصر، المشتملة على أن الإنسان في خسر، بيان لخسارة تجارة الدنيا، وربح تجارة الآخرة; ولهذا عقبها بسورة الهمزة، المتوعد فيها من جمع مالا وعدده يحسب أن ماله أخلده " الهمزة: 2، 3 "، فانظر إلى تلاحم هذه السور الأربع، وحسن اتساقها.