سورة يونس
آية
أقول: قد عرف وجه مناسبتها فيما تقدم في الأنفال ونزيد هنا: أن مطلعها شبية بمطلع سورة الأعراف وأنه سبحانه قال فيها: {أَن أَنذِر النَّاس وَبشِر الذينَ آمنوا} فقدم الإنذار وعممه وأخر البشارة وخصصها وقال تعالى في مطلع الأعراف: {لتُنذِرَ بِهِ وذِكرى للمؤمنين} فخص الذكرى وأخرها وقدم الإنذار وحذف مفعوله ليعم وقال هنا: {إِنَّ رَبَكُم اللَهُ الذي خَلقَ السمواتِ والأَرضِ في ستةِ أَيام ثُمَ استوى على العَرش} وقال في الأوائل أي أوائل الأعراف مثل ذلك وقال هنا: {يدبر الأَمر} وقال هناك: {مسخرات بأَمرهِ أَلا لهُ الخلق والأَمر} وأيضاً فقد ذكرت قصة فرعون وقومه في الأعراف فاختصر ذكر عذابهم وبسطه في هذه فهي شارحة لما أجمل في سورة الأعراف منه